“الواقع الجديد” الأحد 16 أكتوبر 2022م /عدن لنج
بعد أن ساد الهدوء في الجبهات لمدة ستة أشهر طبول الحرب تقرع من جديد وذلك بعد فشل تمديد الهدنة الأممية لمدة ستة أشهر أخرى.
المبعوث الأممي حاول بشتى الطرق التوصل لإنجاح تمديد الهدنة للمرة الثالثة إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل في ظل تعنت مليشيات الحوثي ورفضها للسلام وطرحها شروط ومطالب مستحيلة رفضها المجلس الرئاسي بعد أن قبل بتمديد الهدنة بالشروط السابقة من أجل إحلال السلام باليمن.
* * مقترحات المبعوث الأممي
ضمن جهود المبعوث الأممي لدى اليمن هانس جرودنبرغ في إحلال السلام وإنهاء الحرب في اليمن وضع المبعوث الأممي مقترحا على أطراف الصراع المجلس الرئاسي وجماعة الحوثي من أجل تمديد الهدنة ووقف الاقتتال لمدة ستة أشهر إضافية، بعد أن استمرت الهدنة ستة أشهر من أبريل الماضي وحتى الثاني من أكتوبر الجاري.
وبحسب بيان المبعوث الأممي فإن المقترح تضمن دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية والمنقطعة منذ عام 2016، وفتح طرق محددة في محافظة تعز ومحافظات أخرى، بالإضافة إلى تسيير وجهات إضافية للرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة دون عوائق، كون المطار الدولي والميناء يخضعان لسيطرة الحوثيين ، وكدا تعزيز آليات خفض التصعيد والالتزام بالإفراج العاجل عن المحتجزين، والشروع في مفاوضات لوقف إطلاق النار واستئناف عملية سياسية شاملة وقضايا اقتصادية بما في ذلك الخدمات العامة.
* * قبول رئاسي ورفض حوثي
حرصا من المجلس الرئاسي على إحلال السلام وإيقاف نزيف الدماء وافق المجلس الرئاسي على مقترح المبعوث الأممي والقبول بتمديد الهدنة وفقا لهذه الشروط، بينما جماعة الحوثي رفضت هذا المقترح ووضعت شروطا أخرى لم يقبلها المجلس الرئاسي كونها شروطا لا تخدم إلا جماعة الحوثي وتزيد من الصراع الدائر في اليمن، الأمر الذي أدى إلى إنهاء الهدنة في بداية شهر أكتوبر الحالي، وذلك بعد أن أعلن المبعوث الأممي لدى اليمن هانس جرودنبرج عدم التوصل لاتفاق وبالتالي انتهاء الهدنة.
* * قرارات الحوثيين
مدير مركز سوث 24 يعقوب السفياني قال في حديثه “لعدن لنج ” من الواضح أن قرار الحوثيين بقبول الهدنة ليس قرارا داخليا وبأيدي الجماعة فقط، بل إن جزءا كبيرا من هذا القرار يخضع لإرادة الداعم والممول في طهران أي أن الداعم الإيراني يتحكم بجزء كبير من قرارات الحوثيين وخاصة القرارات الخارجية المتعلقة بالجهود الأممية وجهود المبعوث الأممي هانس جروندبرج والجهود الدولية الأخرى، وهذا الأمر يشمل الهدنة.
* * مطالب تعجيزية
وأضاف السفياني من الملاحظ وفق بيانات مجلس الأمن وكذلك وفق تصريحات صحفية للمبعوث الأمريكي لليمن ثيموني ليندركينج الذي قال إن الحوشيين في اللحظات الأخيرة من عمر الهدنة التي انتهت في الثاني من أكتوبر من الشهر الجاري تبنوا مطالب مستحيلة وترجعوا عن مطالبهم السابقة والتي كان منها صرف رواتب المدنيين وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وغيرها، وكون المجلس الرئاسي لديه رغبة في السلام وافق نوعا ما على استمرار الهدنة وفق الشروط السابقة.
وتابع حديثه بالقول إن جماعة الحوثي قبل ثلاث أو أربع ساعات من انتهاء الهدنة انقلبوا على الاتفاق وأعلنوا مطالب جديدة منها صرف مرتبات الجنود والمقاتلين الذين يقاتلون في صفوف مليشيات الحوثي ولذلك انتهت الهدنة ولم تمدد حتى الآن وما زالت هناك جهود مستمرة، وحتى هذه الآن لم نعد عمليا أو بشكل كامل إلى مرحلة الحرب ولكن من الواضح أن الهدنة تسير إلى نفق مظلم وان مكاسب الهدنة التي تحققت وخط التصعيد سينتهي مع الأيام القليلة القادمة، وستعود الحرب بسبب تعنت الحوثيين في تمديد الهدنة.
* * تداعيات فشل الهدنة
وفي معرض حديث يعقوب السفياني عن تداعيات فشل الهدنة الأممية على المجتمع المحلي والدولي أوضح أن هناك تداعيات لفشل الهدنة على المستوى المحلي والدولي ومن التداعيات المحلية عودة الحرب واشتعال الجبهات، ما ينتج عن ذلك مخاطر إنسانية وعودة الانتهاكات ضد المدنيين وبشكل أساسي من قبل الحوثيين الذين لديهم رصيد كبير في انتهاكات المدنيين وحتى على مدى الأشهر السابقة في ظل الهدنة نفذوا كثيرا من الخروقات في مناطق الضالع وتعز وغيرها.
* * تنفيذ تهديدات الحوثيين
وقال توجد سيناريوهات عديدة لفشل تمديد الهدنة منها تنفيذ الحوثيين لتهديداتهم في استهداف بعض الشركات النفطية وشركات الملاحة العاملة في مناطق المجلس الرئاسي ومن المعروف أن المناطق النفطية والشركات النفطية معظمها إن لم تكن كلها في الجنوب في محافظتي حضرموت وشبوة، وكذلك استئناف الحوثيين لمعركة السيطرة على محافظة مأرب والمناطق الأخرى الغنية بالغاز.
* * إسقاط اتفاق ستوكهولم
وأشار مدير مركز سوث 24 أن من التداعيات أيضا إسقاط اتفاق ستوكهولم في الحديدة من طرف المجلس الرئاسي كونه يرى أن هذا الاتفاق لم يعد مجديا بعد انتهاء الهدنة، وأنه فقط يحمي الحوثيين في منطقة الساحل الغربي المهمة وكذلك يبقي ميناء الحديدة الهام كمورد اقتصادي ضخم في يد الجماعة.
* * موقف دفاعي
بالنسبة لموقف المجلس الرئاسي من تعنت الحوثيين وتجديدهم الاشتباكات في الجبهات أشار مدير مركز سوث 24 يعقوب السفياني أن المجلس الرئاسي بالتأكيد إذا علت الحرب فإنه سيقاتل، ويعتقد أن على المدى المنظور أن استراتيجية المجلس الرئاسي ستكون حماية المناطق أو الجبهات وقد يتخذ المجلس موقفا دفاعيا خلال فترة عودة الحرب بمعنى أن القوات الجنوبية ستستمر بالدفاع عن مواقعها في الضالع ويافع وأبين ولحج وغيرها من المناطق وكذلك ستستمر القوات الموالية للحكومة في مأرب بالدفاع عن المدينة كما ستفعل القوات المشتركة في الساحل الغربي.
* * ترتيبات قبل الهجوم
واختتم حديثه بالقول قبل أن يذهب المجلس الرئاسي إلى الهجوم ومحاولة تحرير باقي المناطق هناك ترتيبات يجب أن تتم مثل إكمال الشق العسكري من اتفاق الرياض ونقل القوات الشمالية من محافظتي حضرموت والمهرة إلى الجبهات ومن المستحيل أن تذهب القوات الجنوبية أو ألوية العمالقة إلى القتال في جبهات الشمال والقوات الشمالية ما زالت موجودة في أرض الجنوب ولهذا متى ما تم تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض يمكن أن نتحدث عن الأراضي الشمالية.
* * جهود متواصلة
على الرغم من تعنت الحوثيين وإصرارهم على رفض الهدنة إلا أن هناك جهودا أممية ودولية متواصلة للضغط عليهم لقبول الهدنة وإيقاف شلال الدم جراء الحرب.
في حين المجلس الرئاسي جدد قبوله بالهدنة بالشروط السابقة وتمسكه بموقفه في إنهاء الحرب والتوصل لعملية سلام شاملة.
وما بين قبول ورفض للهدنة وفي ظل تعنت جماعة الحوثي يستمر نزيف الدماء والانتهاكات في حق المواطنين الذين ما زالوا يعانون الأمرين نتيجة الحرب.