“الواقع الجديد” الأثنين 18يوليو 2022م / خاص
دخلت الأزمة الغذائية في اليمن مرحلة جديدة مع انخفاض المساعدات التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي إلى ثلث الكمية التي كانت توزع من قبل، كما ارتفع عدد المتضررين من الفيضانات خلال الشهر الجاري والشهر الذي سبقه إلى نحو مئة ألف شخص، معظمهم في محافظة مأرب، التي تأوي أكثر من مليون نازح فروا من مناطق سيطرة الحوثيين. ووفق ما ذكره مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فإن ثمانية ملايين شخص في اليمن سيحصلون هذا الشهر على أقل من ثلث احتياجاتهم اليومية.
كما أن أنشطة المرونة وسبل العيش وبرامج التغذية المدرسية والتغذية ستتوقف عن 4 ملايين شخص، وستبقى المساعدة لنحو 1.8 مليون شخص فقط، حيث اضطرت منظمات الإغاثة التي تواجه تهديداً إلى تقليص المزيد من المساعدة أو إغلاق المزيد من البرامج ما أدى إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية، إذا لم يتم اتخاذ إجراء فوري بـ 155.7 مليون لتغطية تلك الاحتياجات والتي تنطبق على عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، والأمراض التي يمكن تجنبها، والنزوح والموت.
سبل ممزقة
التقرير الحديث للمكتب ذكر أنه لن يتمكن ملايين آخرون من إعادة بناء سبل عيشهم الممزقة. خاصة وأن هناك أكثر من أربعة ملايين نازح داخلياً، بما في ذلك العائلات التي تعيش في ظروف خطرة وغير كريمة، إذ سيبقون بدون دعم. ولهذا من الضروري أن تتلقى منظمات الإغاثة تمويلاً متجدداً ومستداماً لضمان استمرار تقديم المساعدة والخدمات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها للأشخاص المحتاجين.
وقال إنه وعلى الرغم من النقص الحاد في التمويل، قدمت وكالات الإغاثة في اليمن مساعدات وخدمات منقذة للحياة إلى ما متوسطه 12.6 مليون شخص شهرياً خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، لتصل إلى 70 في المئة فمن 17.9 مليون شخص مستهدف من خلال خطة الاستجابة الإنسانية للعام الجاري. وكان حوالي 25 في المئة من عدد الأشخاص الذين تم الوصول إليهم من النساء و 49 في المئة من الأطفال.
أضرار جسيمة
وإذ أكدت الحكومة أن 13 ألف أسرة تضررت من الفيضانات في مخيمات النزوح في مأرب فقد ذكرت الأمم المتحدة أن الأمطار الغزيرة والفيضانات أثرت على 6800 من الأسر في اليمن خلال الشهر الماضي، ولا سيما النازحون داخلياً بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات في يونيو، مما أدى إلى فقدان مآويهم وإمداداتهم الغذائية ومستلزماتهم المنزلية. وأشارت التقارير الأولية الواردة من الشركاء الإنسانيين والسلطات المحلية خلال الشهر إلى ذلك تضرر ما يقدر بنحو 6800 أسرة (حوالي 41 ألفاً ) بالفيضانات في محافظات الضالع والحديدة وحضرموت وحجة وتعز.
وأورد التقرير أنه لم يتم التحقق بشكل كامل من الأسر المتضررة حتى الآن. إذ تم إجراء تقييمات أولية سريعة في بعض المواقع المتأثرة والتي كان من الممكن الوصول إليها وحسب الموارد المسموح بها. ووفقاً للمنظمات غير الحكومية المحلية التي أجرت تقييمات أولية في المناطق المتضررة من الفيضانات في محافظة تعز تضررت أكثر من 2800 أسرة حوالي 16800 نسمة في مديريات التعزية وماوية ودمنة خدير ومقبنة وسامع، كما واجه النازحون في محافظة الحديدة أمطاراً غزيرة وفيضانات، مع تدمير مآويهم وإمداداتهم الغذائية.
وفقاً للتقييم الأولي، تضررت أكثر من 2900 أسرة نازحة في 22 موقعاً في مديريات عبس وأسلم وخيران المحرق وبني قيس بمحافظة حجة و 238 أسرة في 13 موقع نزوح في مديرية الزهرة بمحافظة الحديدة. وفي الضالع، أفاد شركاء العمل الإنساني أن حوالي 470 أسرة في 11 موقعاً في مدينة الضالع ومديرية قعطبة بمحافظة الضالع قد تضررت من الفيضانات في أواخر يونيو.