“الواقع الجديد” الأحد 10 يوليو 2022م / خاص
يوما بعد يوم، تُظهر الأذرع الإخوانية الإرهابية حجم تحالفها وتنسيقها مع المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بما يكشف خبث نوايا هذه التيارات.
وفي أحد الدلائل الواضحة على حجم التقارب الحوثي الإخواني، انتشرت وثيقة تظهر تهنئة موجهة من حركة حماس (فرع تنظيم الإخوان في غزة) موجهة إلى المليشيات الحوثية بمناسبة عيد الأضحى.
وبعث برقية التهنئة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الخميس، وذلك إلى المدعو مهدي المشاط رئيس ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” لمليشيا الحوثي.
وقال هنية في برقيته، إن فرحة العيد لا تزال تفتقر لثالث المساجد وقبلة المسلمين الأولى، إذ لا يستطيع المسلمون شد الرحال إليه والتمتع بحرية العبادة فيه.
وشدد هنية على الحاجة لوقفة جادة والعمل بجهد لحماية المسجد الأقصى وإنقاذه وتحريره وكشف وإيقاف ممارسات الاحتلال العنصرية بحقه.
برقية التهنئة حملت بُعدين مهمين، أحدهما يتعلق بعبارات الغزل بين الحوثيين والإخوان، وهو ما يبرهن حجم العلاقات المشبوهة التي تجمع بينهما.
والبُعد الآخر يتعلق بحجم المتاجرة بالقضية الفلسطينية، وهذا الأمر يخص كثيرا المليشيات الحوثية التي تتغنى بالقدس وتستغل حجم التعاطف العربي من القضية عملا على جني أكبر مكاسب ممكنة.
وفيما يتوسط شعار الحوثيين الموت لإسرائيل، فلم تُقدِم المليشيات على فعل أي شيء يخدم الفلسطينيين أو ينتصر لقضيتهم، وقد كرست لنفسها لخدمة الأجندة الإيرانية المشبوهة الساعية لضرب الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل كامل.
ولعل السنوات القليلة الماضية كانت شاهدة على حجم التقارب الحوثي الإخواني، وتجلى ذلك في العدوان على الجنوب، إذ تكالب المليشيات الحوثية وحليفتها الإخوانية على أمنه واستقراره وتوجيه الكثير من الاعتداءات على مواطنيه.
كما أن تسليم الجبهات على مدار سنوات الحرب كان شاهدا على حجم هذا التقارب، ومكن الحوثيين من البقاء على الساحة حتى الآن، وهو ما ساهم في صناعة أزمة إنسانية مروعة.