((الواقع الجديد)) الجمعة 2 ديسمبر / المكلا
بينما ان امشي في أحد الطرقات فجأة تستوقفني صيحات متعاليه كان مصدرها مجموعة من الأطفال تقلهم سيارة نقل. .
كنت اظن اني سأراهم حاملين اعلام وذاهبين إلى مظاهرة (وما أكثر المظاهرات هذه الأيام)
ولكن ولله الحمد فقد خاب ظني فهولاء الأطفال كانوا يرددون اهازيج رياضية منتشين بفوزهم في احدى المباريات ..
حينها تذكرت تلك الأيام التي كنت اظن نفسي فيها انني” رونالدينيو” وفريقي لا يقل شأنا عن البرازيل ولكن الفرق بيننا اننا كلما ذهبنا لنباري فريق نرجع محملين بوفرة من الأهداف التي دخلت مرمانا فالهزيمة دائما ما تكون أبرز عناوين احاديث الصباح. .
لذلك شعرت بالغبطة من هؤلاء الاطفال الذين يتفننون في اهازيجهم بينما نحن كنا لا نسمع الا أصوات الفرامل وكمية لابأس بها من الشتائم من سائق السيارة تعبيرا عن غضبه لسؤ النتائج. .
ومع ذلك لا ننيأس برغم الهزائم ونمارس هوايتنا المفضه “كرة القدم” غير آبهين بما يحدث من حولنا.
كم تمنيت ان تبقى كرة القدم هي محور تفكيري مثلما كنت ولكن بعد مرور السنوات أصبت كغيري بداء السياسة ووجع القلب. .
الغريب في الأمر ان داء السياسة هذه الأيام أصبح منتشر عند الصغار قبل الكبار. .
فتارة ترى أطفال حاملين صور شهداء ومعتقلين. .
وتارة تراهم حاملين صور ساسة كبار. .
ومامن مظاهرة تحدث في عدن الحبيبة الا وترى اغلب المتظاهرين أطفال ..
بل حتى احاديثهم تحولت من الحديث عن النمر المقنع وهزيم الرعد فصاروا يتكلمون عن الوزير الفلاني والمحافظ الفلاني. .ووو.
وهكذا تم اقحام الأطفال إلى الساحات لاغراض سياسية لا ناقه لهم فيها ولاجمل. .
بالطبع الأطفال هذه الايام لم يلاقوا الرعاية الكافية والاهتمام بمتطلباتهم بتوفير منتزهات ومتنفسات لهم. .
بل ان الادهى من ذلك هو تحويل ميادين كرة القدم التي تعد أكبر متنفس لهم إلى أراضي يتم تقسيمها والبناء فوقها بشكل عشوائي وبالطبع اغلب الميادين تحولت إلى مقابر بعد الغزو الحوثعفاشي. .
نتمنى الاهتمام بالأطفال فهم عماد المستقبل ومانزرعه اليوم سنجنيه غدا..
همسة **
غدا مباراة الكلاسيكو (ريال مدريد وبرشلونة )نتمنى الإلتزام بالأخلاق بعيدا عن التعصب سواء فاز برشلونة أو فاز الريال ..
لا اخفيكم اني من عشاق البرشا. .