“الواقع الجديد” الأحد 20 مارس 2022م / خاص
قال الكاتب العربي خير الله خير الله إنه لا توجد أية مؤشرات حول مشاركة الحوثيين في مفاوضات اليمن، مؤكداً أن المشاركة ستعني أن إيران مستعدة للبحث في مستقبل اليمن مع دول مجلس التعاون الست من زاوية إعادة النظر في ما تعتبره إنجازا تحقّق لها، بفضل الحوثيين، في شبه الجزيرة العربيّة، وفي النهاية، حوّلت “الجمهوريّة الإسلاميّة” جزءً من اليمن إلى قاعدة صواريخ وطائرات مسيّرة تعمل من خلالها على ابتزاز الدول الخليجية، في مقدّمتها المملكة العربيّة ودولة الإمارات العربيّة المتحدة.
وأضاف خير الله في مقاله بصحيفة “العرب” أنه في غياب مفاجأة من النوع الثقيل، يبقى جانبان مهمان لمؤتمر الرياض. أولهما إعادة التركيز على اليمن ومأساته والآخر إعادة تشكيل “الشرعيّة القائمة منذ شباط – فبراير 2012. أثبتت تلك “الشرعيّة” فشلاً ليس بعده فشل على كلّ صعيد، خصوصا في مجال مواجهة الحوثيين. كان لا بدّ من إخراج لعمليّة إعادة تشكيل “الشرعيّة”. يمكن لمؤتمر الرياض أن يكون فرصة لا تعوّض لإعادة النظر في “شرعيّة” عاجزة لا أكثر.
وأشار إلى أن إيران استطاعت في ضوء جهود استمرّت سنوات طويلة إيجاد قاعدة صواريخ ومسيّرات في شمال اليمن. كان يمكن أن يكون اليمن كلّه تحت السيطرة الإيرانيّة لولا الحرب الدفاعيّة التي شنها التحالف العربي في مثل هذه الأيّام من العام 2015 ردّا على الاستفزازات الحوثيّة تحت عنوان “عاصفة الحزم”.
وتابع الكاتب قائلاً “مرّت سبع سنوات على “عاصفة الحزم”. تبيّن أن نقطة الضعف الأولى كانت في “الشرعيّة”، في الرئيس المؤقت عبدربّه منصور هادي ونائبه علي محسن صالح الأحمر، قريب علي عبدالله صالح، وكان علي محسن صالح الشريك في السلطة طوال سنوات وذلك قبل انقلابه على الرئيس الراحل في فبراير(شباط) 2011. لم تستطع هذه “الشرعيّة” تحقيق أيّ انتصار عسكري في أيّ مكان من اليمن وذلك منذ باشر الحوثيون زحفهم في اتجاه صنعاء، عبر محافظة عمران، صيف العام 2014.
ودعا خير الله إلى أن ضرورة إيجاد رؤية سياسية تواكب إعادة تشكيل “الشرعيّة” سياسياً وعسكريّاً، ومن الظلم بقاء الشعب اليمني أسير الحوثيين، الذين لا يمتلكون ما يروّجون له وما يفرضونه على الأرض غير الجهل والبؤس من جهة… وأسير “شرعيّة” عاجزة عن توفير أيّ أمل يكسر الحلقة المقفلة التي يدور فيها اليمن من جهة أخرى.