“الواقع الجديد” الأربعاء 9 فبراير 2022م / متابعات
انخرطت الشرعية في تحالفات مع تنظيمات إرهابية، في علاقات قادها جنرال الإرهاب المدعو علي محسن الأحمر، لغرس سموم الإرهاب في كل أرجاء الجنوب، لإجهاض أي فرصة لتحقيق الأمن والاستقرار الذي ينشده المواطنون.
التنسيق الأكبر والأخطر تمثّل في علاقات الشرعية بالمليشيات الحوثية، فحزب الإصلاح ارتمى في أحضان عملاء إيران، ووضعا خطة مشتركة كان قوامها هو العدوان على الجنوب والحيلولة دون تمكين مواطنيه من استعادة دولتهم بأي حال من الأحوال.
تحالف الحوثي والإخوان ضد الجنوب العربي استدعى من الشرعية تقديم تنازلات كثيرة، أبرزها التغاضي عن استعادة مديرياتها ومناطقها من قبضة الحوثيين، فسمحت للمليشيات الحوثية بتدمير الشمال في كل شيء، دون أن تشغل الشرعية بالًا طالما أن هدفها الأهم بالنسبة لها يتحقق وهو استهداف الجنوب.
كما أن الشرعية لم تنشغل بمعاناة ملايين السكان من إرهاب الحوثي، سواء قتلًا أو تجويعًا أو إذلالًا وإخضاعًا أو حرمانًا من أدنى حقوق الحياة، بل لم تولِ أي اهتمام بكبح الإرهاب الحوثي الذي حاصر السكان بصنوف ضخمة من الأعباء والمعاناة من دروب شتى، حتى دُمِّر اليمن تدميرًا، وكان لسان حال الإخوان ولا يزال “لا يهم.. طالما أنّ الجنوب مستهدف”.
هذا الواقع المتجذر على الأرض يبرز طبيعة العقلية الإخوانية ذي النظرة المتطرفة لصالح التنظيم فقط، وهو أمرٌ يؤكد أن عناصر حزب الإصلاح لا يدينون بالولاء لوطن بقدر ما يكون انتماؤهم صوب التنظيم وتحقيق أهدافه المشبوهة.
ولم تنسَ الشرعية في خضم تنفيذها أجندتها المشبوهة ضد الجنوب أن توظّف إعلامها وسياسييها في إطار المتاجرة بالحرب من الأساس لتحقيق أهداف ومصالح التنظيم التوسعية، فإطلاق تصريحات تُظهر العداء للحوثيين كان وسيلة إخوانية لتزييف واقع التآمر الذي تتم ممارسته على الأرض، ولتحقيق خدمة التنظيم فيما يخص ضمان البقاء على الساحة، بينما لا تولي الشرعية أي اهتمام بالحرب على الحوثيين بل تتربح كثيرًا من حربهم العبثية.
كل هذه السياسات المشبوهة التي أظهرتها الشرعية صنعت تخريبًا حادًا في اليمن، دون أن تشغل الشرعية بالًا.. طالما أن المقابل هو استهداف الجنوب وتهديده بالإرهاب وعرقلة تمكينه من تحقيق مكاسب سياسية تخدم مسار قضيته.