“الواقع الجديد” السبت 5 فبراير 2022م / خاص
إلى جانب انهيارها عسكريًّا ومحاصرتها سياسيًّا، تلقت المليشيات الحوثية ضربة عاصفة، ربما تضرب مساعيها لإطالة أمد الحرب، بعدما اعتمدت لفترات طويلة على تجنيد المدنيين قسرًا ودفعهم نحو جبهات القتال.
الضربة الحوثية جاءت داخلية هذه المرة، تمثّلت في رفض بين أوساط عقال الحارات داخل مدينة صنعاء لدعوات الحوثيين الإرهابيين إلى حشد مزيد من المسلحين.
التطور النوعي في خطوة كهذه تتمثّل في أنها المرة الأولى التي يتم فيها رفض مطالب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران داخل صنعاء، لا سيّما أن عقال الحارات طالبوا بالكشف عن مصير أبنائهم الذين تم إرسالهم سابقا إلى الجبهات.
يثير هذا الموقف صدمة ربما تكون غير مسبوقة لدى المليشيات الحوثية، التي كانت تعوّل كثيرًا على حشد المزيد من المُجنَّدين قسرًا والدفع بهم صوب الجبهات، وذلك لتعويض حجم الخسائر والانهيارات التي تعرضت لها المليشيات الحوثية على مدار الفترات الماضية.
فقبل يومين، شيَّعت المليشيات الحوثية 1055 من قتلاها بينهم قيادات ميدانية بارزة سقطوا في الجبهات، وهي حصيلة تعبّر عن خسائر ضخمة للغاية في صفوف المعسكر الحوثي، فلجأت المليشيات لتعويضها بالمدنيين.
وجاء الرفض الشعبي للتجنيد لدى المليشيات الحوثية بمثابة تعبير عن غضب عارم من مشروع المليشيات المدعومة من إيران، بعدما تم التأكد أنها تقود معركة خاسرة لن تأتي عليها إلا بالويلات والانهيارات العسكرية المتتالية.
اللافت في هذا الإطار أنّ المليشيات الحوثية ترد على هذه الحقيقة بالعزف على وتر الأكاذيب، إذ تواصل نشر الإدعاءات بأنها لا تزال لديها حاضنة شعبية على الأرض، وهو مخطط يتم تنفيذه على مستوى قيادات المليشيات أو على صعيد إعلامها الذي يروّج بقوة لهذه الأكاذيب.