((الواقع الجديد)) الثلاثاء 29 نوفمبر 2016م/المكلا
يعتقد الأطباء أن الأطفال المصابين باضطراب التعلق الانفعالي لديهم القدرة على تكوين الروابط، لكن قدرتهم هذه تضاءلت بسبب خبراتهم السيئة، لذا، فالعلاج الأمثل للأطفال المصابين هو توفير بيئة إيجابية مستقرة مليئة بالحب والرعاية وأن يتسم القائمون على رعايتهم بهذه الصفات.
وليس هناك علاج قياسي معروف لاضطراب التعلق الانفعالي، لكن ينبغي أن يضم العلاج الطفل والوالدين أو القائمين على الرعاية الأولية، ويبدو أن التدخل المبكر لعلاج الحالة يسهم في تحسّن نتائج العلاج.
وتتمثل أهداف العلاج في المساعدة على التأكد من أن الطفل يحظى بما يلي:
– بيئة معيشة آمنة ومستقرة.
– يبدي تفاعلات إيجابية مع والديه أو القائمين على رعايته.
وتشمل إستراتيجيات العلاج ما يلي:
– تشجيع نمو الطفل عن طريق رعايته والاهتمام به والاستجابة لاحتياجاته.
– عدم تغيير القائمين على الرعاية وذلك لتشجيع الطفل على الشعور بارتباط مستقر.
– توفير بيئة إيجابية وتحفيزية وتفاعلية للطفل.
– تلبية احتياجات المسكن والأمن والسلامة والاحتياجات الطبية للطفل بالقدر المناسب.
وتتضمن الخدمات الأخرى التي قد تفيد الطفل والعائلة ما يلي:
– الاستشارات النفسية الفردية والعائلية.
– توعية الوالدين والقائمين على الرعاية بشأن الحالة.
– حضور دورات خاصة بتعليم مهارات رعاية الأطفال.
الأساليب القسرية محل خلاف
وجّه كل من الأكاديمية الأميركية لطب نفس الأطفال والمراهقين، وجمعية الطب النفسي الأميركية، والجمعية المهنية الأميركية المعنية بإساءة معاملة الطفل، انتقادات إلى بعض الأساليب العلاجية الخطيرة وغير المثبتة لعلاج اضطراب التعلق الانفعالي.
وتتضمن هذه الأساليب أي نوع من أنواع العلاج الإجباري، مثل إجبار الطفل على كسر الحواجز التي يعتقد أنها مقاومة من الطفل لتكوين الروابط؛ وهي نظرية غير مثبتة بشأن السبب في اضطراب التعلق الانفعالي.
فهذه الممارسات المثيرة للجدل يمكنها أن تكون مدمرة من الناحية النفسية والجسدية وأن تؤدي إلى حالات وفاة عرضية، لذا، فاحذر من مقدمي خدمات الصحة النفسية الذين يروجون لطرق متطرفة أو غير قويمة، وقد يقدم البعض منهم بعض البحوث على سبيل الأدلة التي تدعم أساليبهم، لكن لم يُنشر أي منها في مجلات الصحة النفسية أو المجلات الطبية الشهيرة.
وإذا كنت تفكر في استخدام أي نوع من أنواع العلاج الذي لا يزال محل خلاف، فاستشر الطبيب النفسي المعالج لطفلك أولاً للتأكد من مشروعية ذلك العلاج ومن أنه ليس مضرًا.
التكيف والدعم
إذا كنت والدا لطفل أو تقوم على رعاية أحد الأطفال من المصابين باضطراب التعلق الانفعالي، فمن السهل أن تشعر بالغضب أو الإحباط أو الضيق، وقد تشعر أن طفلك لا يحبك، أو أنه من الصعب عليك أن تشعر بالحب تجاه طفلك في بعض الأحيان.
وقد تجد أنه من المفيد لك القيام بما يلي:
– استشارة طبيبك أو وكالات الخدمة الاجتماعية، للتعرف على المصادر المتاحة أمامك في محيطك المجتمعي.
– الاستعانة بشخص آخر يمكنه أن يمنحك فترة راحة من وقت لآخر؛ فرعاية طفل يعاني من اضطراب التعلق الانفعالي يمكن أن تكون مسألة مرهقة. وستبدأ في الشعور بالإرهاق التام إذا لم تحصل على قسط من الراحة كل فترة، لكن تجنب الاستعانة بأشخاص متعددين لتقديم الرعاية لطفلك.
– ممارسة مهارات التعامل مع الضغوط، مثل اليوغا أو التأمل، وذلك لمساعدتك على الاسترخاء وعدم الوقوع تحت وطأة الضغوط النفسية.
– تخصيص وقت لنفسك. حافظ على ممارسة هواياتك وارتباطاتك الاجتماعية وتمارينك الرياضية اليومية.
– الاعتراف بأنه لا بأس من الشعور بالإحباط والغضب في بعض الأحيان، وبأن المشاعر الحادة التي تخالجك تجاه طفلك هي مشاعر طبيعية.