“الواقع الجديد” الاحد 16 يناير 2022م / البيان
خلقت الانتصارات الكبيرة والمتسارعة لألوية العمالقة في محافظتي شبوة ومأرب انهيارات واسعة في صفوف ميليشيا الحوثي، بينما تبادلت قيادات الميليشيا الاتهامات بالفشل والتخبط بفعل الهزائم ومقتل المئات من عناصرها خلال أقل من أسبوعين بينهم أكثر من 50 ضابطاً.
وبينما كان قادة الميليشيا يجوبون مديريات محافظات ذمار والبيضاء بحثاً عن تجنيد المزيد من المقاتلين، على أمل وقف تقدم ألوية العمالقة في عمق محافظة مأرب، فوجئوا بانضمام وحدات قتالية جديدة من «قوات اليمن السعيد» والتي تلقى منتسبوها تدريبات قتالية احترافية على يد قوات تحالف دعم الشرعية، وزودت بأسلحة متطوّرة وبدأت الزحف نحو مواقع الميليشيا في شمال مديرية الجوية. وتواصل ألوية العمالقة، التقدم من الجنوب لاسيما من مديرية حريب نحو جنوب مديرية الجوبة، بإسناد من مقاتلات التحالف التي تمكنت من تدمير تعزيزات الميليشيا واستهداف خطوط إمداداتها.
وذكرت مصادر محلية لـ«البيان»، أنّ قائد الميليشيا أرسل عدداً من القيادات البارزة لمحافظتي ذمار والبيضاء للضغط على زعماء القبائل لإرسال مقاتلين إلى الجبهات في حدود محافظة البيضاء مع محافظتي مأرب وشبوة، لافتة إلى أن قادة الميليشيا عقدوا لقاءات في عدد من المديريات وتوعدوا الممتنعين من القتال بالانتقام، ومنحوا المنضمين مبالغ مالية كبيرة وأعطوهم حق فرض جبايات مالية على من يرفضون إرسال أبنائهم للقتال.
وتبادلت قيادات في الميليشيا، الاتهامات بالمسؤولية عن الهزائم المتلاحقة التي منيت بها، وخسارة المئات من عناصرها خلال الأيام الأخيرة. وقالت مصادر مقربة من الميليشيا، إنّ مشادة كلامية وقعت بين محمد الحوثي الذي يتزعم أحد أجنحة الميليشيا، والقائد الميداني أبوعلي الحاكم، المدرج على قائمة العقوبات الدولية، والذي يتهم بالوقوف وراء مغامرة التقدم نحو محافظة شبوة. ووفق المصادر، فإنّ الخلاف كاد يتطور إلى اشتباك، موضحة أنّ محمد الحوثي الذي يعرف بتحركاته وسط القبائل ومحاولات الحشد، تولى مهمة التواصل مع زعماء القبائل لتجنيد المزيد من المقاتلين. وكشفت المصادر ذاتها، عن أنّ قيادات في ميليشيا الحوثي بدأت تتحدث عن السلام وتعرض العودة لطاولة الحوار عن غير اقتناع، بعد أن كانت متعنتة وتتحدث طوال الأسابيع الماضية عن قرب سيطرتها على مأرب