“الواقع الجديد” الأحد 2 يناير 2022م / خاص
يترقب المهتمون بالنزاع الروسي – الأميركي بشأن أوكرانيا يوم 10 يناير، موعد القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ونظيره الأميركي جو بايدن، المنتظر أن تحدد اتجاه بوصلة النزاع إلى التصعيد أو إلى طاولة الحوار.
ووسط أجواء الاتهامات الساخنة المتبادلة بين مسؤولي البلدين، إلا أن الرئيسان اتفقا على لقاء القمة في جنيف، يليها يوم 12 يناير محادثات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ثم لقاء بين روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تأسست خلال الحرب الباردة لتسهيل الحوار بين كتلتي الشرق والغرب.
ووفق ما أعلنه يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي للسياسة الخارجية، الجمعة، فإن موسكو تشعر بضرورة التوصل لنتائج ملموسة في جنيف قائلا: “نريد نتائج، وسوف ندفع للتوصل إلى نتائج على شكل تأمين ضمانات أمنية لروسيا”.
كما قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، لوكالة “تاس” الروسية إن “10 يناير سيكون اليوم الرئيسي للمشاورات الروسية- الأميركية”، لافتا إلى أن الطرفين لن يتوصلا إلى اتفاق “في غضون يوم واحد”.
وفي المقابل ذكر بيان للبيت الأبيض أن بايدن حذر نظيره الروسي من عقوبات واسعة على روسيا حال واصلت التصعيد في أزمة أوكرانيا.
وبحسب مقالة للسفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، في مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، فإن استمرار الغرب في نهجه لخلق التهديدات العسكرية لروسيا، سيستدعي رد موسكو على هذه التهديدات، وخلقها نقاط ضعف للغرب.
وبنبرة دبلوماسية صرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بأنه “عندما سنجلس لنتحاور، يمكن لروسيا أن تطرح مخاوفها على الطاولة وسنضع مخاوفنا على الطاولة، خصوصا نشاطات روسيا”.
سباق الهيمنة
وتعليقا على هذه الأجواء، يقول الباحث في التاريخ السياسي الأميركي، الدكتور كمال الزغول، لـسكاي نيوز عربية، إن الخلاف البلدين له أسبابه، سواء سياسية تتعلق بتنافس الأقطاب، والتحكم بالنظام العالمي، أو أمنية تتعلق بالدفاع عن أوروبا، أو اقتصادية تخص تأثر السوق الحرة الأميركية بدخول روسيا لمناطق ثروات القطب الشمالي وأوروبا عبر مدها خط أنابيب “نورد ستريم2” للغاز في مناطق السيطرة الأميركية.
ويشرح الزغول أن هذه الأسباب تدفع واشنطن لفرض هيمنتها على أوروبا تنفيذا لخطة مارشال، هذا “يتطلب تغيير كامل للاستراتيجية الأميركية في عام 2022، لتتماشى مع خطورة الموقف من ناحية دفاعية”.
ويخلص الباحث من تطور الأحداث إلى أن دخول روسيا لأوكرانيا “ما زال صعبا”، ودخول أميركا في حرب مفتوحة معها “هو الأصعب”؛ وهذا يمهد للجلوس على طاولة الحوار ووضع الخطوط العريضة لضبط التنافس على الأسلحة النووية، وبشأن ما يخص الحرب السيبرانية، والأهم الاتفاق حول الصواريخ البالستية التي تفوق سرعتها 5 أضعاف سرعة الصوت؛ فكلما ظهرت أسلحة جديدة يكون هناك حوار واتفاقيات حتى لا يشهد العالم فوضى سباق التسلح.
وتتهم أوكرانيا وأوروبا وأميركا روسيا بحشد قواتها عند حدود أوكرانيا تحسبا لغزو محتمل، وهو أمر تنفيه موسكو.