“الواقع الجديد” الخميس 30 ديسمبر 2021م/ متابعات
قالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن اللقاء الذي جمع الثلاثاء السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر مع قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح، الغاية منه طمأنة قيادات جماعة الإخوان بأنه لا نية لعزلهم.
ودفعت الرياض في الفترة الأخيرة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى القيام بتغييرات جوهرية سواء على مستوى السلطة المالية في اليمن من خلال تعيين محافظ جديد للبنك المركزي لوقف حالة الانهيار المالي، وأيضا إقالة محافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو وتعيين الزعيم القبلي عوض ابن الوزير العولقي محله، بعد احتجاجات شعبية واسعة.
وتزامنت تلك الخطوات مع إعادة انتشار للقوات الموالية للسلطة الشرعية، بعد أن ثبت تقاعس قيادات وألوية عسكرية تابعة لجماعة الإخوان في صد المتمردين الحوثيين في أكثر من جبهة ولاسيما في مأرب، آخر معاقل السلطة في الشمال.
واعتبرت قيادات في حزب الإصلاح الذراع السياسية لجماعة الإخوان أن الترتيبات التي أطلقتها السعودية تستهدف عزلهم وتشكل تهديدا كبيرا لوجودهم، وذهب بعض تلك القيادات حد محاولة وضع شروط للقبول بالوضع الجديد من قبيل تمكينهم من السلطة المحلية في محافظة حضرموت بعد أن فقدوا شبوة.
وأوضحت المصادر بأن لقاء السفير السعودي بعدد من قيادات الإصلاح هو محاولة للطمأنة، وأيضا للدفع باتجاه تنفيذ اتفاق الرياض، خصوصا وأن اللقاء كان سبقه اجتماع مع رئيس المجلس الانتقالي عبدروس الزبيدي.
وكانت هيمنة جماعة الإخوان على السلطة الشرعية حالت دون استكمال تنفيذ اتفاق الرياض الذي جرى التوصل إليه بين السلطة بقيادة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2019.
وقال آل جابر عبر حسابه في تويتر “التقيت الثلاثاء بقيادات من حزب التجمع اليمني للإصلاح” في العاصمة السعودية الرياض.
وأضاف السفير السعودي “ناقشنا أهمية دعم الجهود السياسية والعسكرية، وتوحيد الصف لمواجهة استمرار الميليشيات الحوثية في رفض وقف إطلاق النار”. كما “تم كذلك بحث العمل على استكمال تنفيذ اتفاق الرياض (بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي لعام 2019) ودعم جهود الحكومة اليمنية لخدمة الشعب اليمني الشقيق وتحقيق أمنه واستقراره”.
ومنذ نحو سبع سنوات، يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.
ويعتقد المراقبون أن التغييرات التي أقدمت عليها السعودية مؤخرا سيكون لها أثر كبير في الصراع الدائر مع الحوثيين، لافتين إلى أن التعزيزات العسكرية الكبيرة التي توجهت إلى شبوة هي بداية مرحلة جديدة لوقف تمدد المتمردين.