“الواقع الجديد” الثلاثاء 14 ديسمبر 2021م/ متابعات
دخلت معركة تكسير العظام بين جبهتي الإخوان في لندن وأنقرة، مرحلة جديدة، في مشاكسات متبادلة لإنعاش الجماعة من حالة “الموت السريري”.
على عقد مؤتمر ضم فيه عشرات من أنصاره في إسطنبول للحشد ضد جبهة غريمه إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام، فيما يرى محللون صراع الجبهتين حالياً “محاولة إحياء ميت”.
وكشفت المحلل في شؤون الجماعات الإسلامية، عمرو عبد المنعم “، تفاصيل المؤتمر الذي تم في أحد فنادق إسطنبول، بقيادة الأمين العام الأسبق لتنظيم الإخوان الإرهابي محمود حسين تحت شعار “ملتقى أوفياء للثوابت والأصول”.
مؤتمر جبهة أنقرة
بحسب “عبد المنعم” خلص المؤتمر الذي استمر لفترة طويلة، وحضره جميع رموز تيار محمود حسين إلى اتخاذ قرار بعقد انتخابات داخلية جديدة خلال ستة أشهر، وإلغاء أي قرارات أقرها إبراهيم منير وجبهته.
وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي أجرى تنظيم الإخوان في تركيا الأيام الماضية انتخابات “مكتب التنظيم” بأنقرة والرابطة العامة للمصريين الخارج.
وأطاحت الانتخابات بالأمين العام السابق للتنظيم محمود حسين ومجموعته نهائيا من مكتب الإخوان في تركيا، كما جرى تنصيب عناصر موالية لإبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم الإرهابي، وتأجيل انتخابات مجلس الشورى العام.
عقب ذلك عزل فريق محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم الإرهابي، إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد الإخوان من منصبه، وهو ما رد عليه الأخير بتجميد 6 قيادات في مكتب مجلس الشورى العام للجماعة وهي أعلى هيئات الإخوان.
ويشير عبد المنعم إلى أن كعكة الصراع بين جبهتي الإخوان، في لندن وأنقرة باتت حريصة خلال الفترة الماضية على السيطرة الفعلية على مكاتب القاهرة بشكل كبير، سيما وأن كلتا الجبهتين تتحرك من خارج البلاد.
الأمر الذي فتح المجال أمام شباب الجماعة المتواجدين في مصر إلى التذمر، كونهم باتوا خارج حسابات التنظيم الدولي رغم أن التنظيم يفترض فيه طبقاً لأدبيات الجماعة لا يزال تابعاً لمكتب القاهرة وكتلة التنظيم الرئيسة وعماد الجماعة هي مصر.
وتهدف كل جهة إلى تكوين جبهات داخلية تدعم موقفها بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، للسيطرة مجدداً على كافة مقدرات الجماعة.
رفض نتائج المؤتمر
من جانبه كشف عمرو فاروق، المحلل لشؤون جماعات الإسلام السياسي، أن أهداف مؤتمر محمود حسين لم تحقق نتائجها المرجوة حيث رفضت 8 جهات إخوانية من أصل 13 جهة إخوانية عرض عليها نتائج المؤتمر ما تم ما انتهى إليه المؤتمر بشأن قرار تأجيل الانتخابات الذي اتخذه محمود حسين.
وقال فاروق في تصريحات خاصة “، إن محمود حسين كان قد كون ما يعرف برابطة الإخوان المصريين بالخارج، تضم مختلف الإخوان المقيمين في المنطقة العربية وغيرهما، وأسس رابطة منفصلة وتتبع بشكل مباشر التنظيم الدولي.
والهدف من وراء إنشائها وجود كيان تابع له بشكل مباشر يحكم سيطرته عليه ويستخدمه ضد مرشد الجماعة متى أراد ذلك.
غير أن هذه الرابطة التي كانت تقع تحت سلطة محمود حسين، انشقت عنه وباتت تحت سلطة إبراهيم منير الذي سيطر فعليا عليها بجانب سيطرته على مكتب الإخوان في تركيا.
“محاولة إحياء ميت”
في السياق نفسه يعتبر المحلل السياسي هشام النجار، أن جماعة الإخوان تلفظ أنفاسها الأخيرة وباتت تنازع وتلوح في الفضاء لإعلان بقائها على قيد الحياة بكافة الطرق الممكنة حتى لو من خلال اختلاق أزمات
وأوضح النجار في تصريحات خاصة “، أن جبهة محمود حسين في تركيا لم تعد مؤثرة بشكل كبير على كافة مقدرات الإخوان رغم أنها وإلى الآن تستحوذ بشكل رئيسي على الجانب المالي للجماعة فضلاً عن تملكها بوجه عام القطاع الإعلامي.
وتابع: “مؤتمر كهذا محاولة يائسة لإحياء ميت، محمود حسين يحاول الرد على بيان صدر ممن أسموا أنفسهم جبهة علماء الإخوان ودعموا موقف إبراهيم منير”.
غير أن شباب الإخوان في الداخل ضاقواً ذرعاً بتصرفات الجبتهين الخارجية، بحسب ما أكده النجار سيما وأن كافة التحركات الخارجية لا ينعكس أثرها بأي حال من الأحوال على الأوضاع الداخلية، ويتجاهل قيادات الإخوان في الخارج مطالب هؤلاء بالتصالح مع الدولة المصرية للتخفيف عنهم بشكل كبير داخلياً.