الإثنين , 23 ديسمبر 2024
1636870925.jpeg

دعوة الرئيس الزبيدي لزيارة السعودية تطور دبلوماسي ذو دلالات عديدة

“الواقع الجديد” الأحد 14 نوفمبر 2021م/ متابعات

تطور دبلوماسي جديد شهده الجنوب في هذه الآونة، يرسم على ما يبدو خريطة سياسية للطبيعة التي ستكون عليها المرحلة المقبلة، على نحو يبرهن حجم الزخم الذي حازته القضية الجنوبية وهو ما وضعها على طاولة الحل السياسي.

المملكة العربية السعودية وجّهت دعوة إلى الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي دعوة لزيارة الرياض، في خطوة دبلوماسية من المؤكد أن ستعقبها دلالات كثيرة على مختلف الأصعدة.

على الصعيد الرسمي تفاعل الجنوب مع هذه الدعوة سريعًا، حيث عقدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اجتماعًّا استثنائيًّا صباح اليوم السبت، برئاسة الرئيس الزُبيدي.

هيئة الرئاسة رحّبت بالدعوة الكريمة، مثمنة في السياق حرص الأشقاء في المملكة على توحيد الجهود، ومؤكدة تعاطيها الإيجابي معها.

كما أعربت هيئة رئاسة المجلس عن تقديرها لكافة الجهود الرامية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية، وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب المحررة، مجددة التزامها بكل ما من شأنه توحيد الجبهة الداخلية للتصدي للتمدد الإيراني وأذرعه المليشياوية في المنطقة.

وأكدت هيئة الرئاسة في اجتماعها الاستثنائي، موقفها الثابت من الشراكة الاستراتيجية مع الأشقاء في التحالف العربي، منوهة بأن علاقة المجلس الانتقالي الجنوبي بالأشقاء في دول التحالف العربي ستظل علاقة استراتيجية راسخة تحكمها القواسم المشتركة والمصير الواحد.

هذا التطور الكبير في الأحداث ليس مجرد دعوة وتلبية، لكن الأمر يمثّل ترجمة حقيقية لنجاحات دبلوماسية وسياسية حقّقها المجلس الانتقالي على مدار الفترات الماضية توجِّت بالإقرار بـأنه طرف رئيسي وفاعل في مفاوضات الحل السياسي الشامل، وهو طرف يحذو بالتقدير من الجميع.

حرص السعودية على دعوة الرئيس الزُبيدي لزيارة الرياض يعني أن المملكة تقدر وبشدة المجلس الانتقالي ودوره كشريك أساسي في معالجة الوضع الراهن، كما أنها تقدر حجم الشراكة بين الجنوب والمملكة سواء فيما يخص مكافحة الإرهاب أو على صعيد تحقيق الاستقرار.

في المقابل، فإنّ حرص المجلس الانتقالي على عقد اجتماع استثنائي لهيئة الرئاسة يعني أن آلية اتخاذ القرار داخل القيادة الجنوبية دائمًا ما تكون محل تشاور ومن ثم يصدر القرار بشكل يتوافق عليه الجميع، ولعلّ هذا التلاحم السياسي والفريد هو ما منح المجلس الانتقالي قوة يضاهي بها خصومه على مدار الفترات الماضية.

إذا كان انعقاد هيئة الرئاسة استثنائيًّا لمناقشة الدعوة، فيبقى الأهم هو الموقف الذي رشح عنها، فالتلبية السريعة من قِبل المجلس الانتقالي للدعوة إنّما تحمل في طياتها الكثير من الدلائل والمعاني، فهي من جانب تؤكد أنّ الجنوب شريك للتحالف بقيادة المملكة فيما تجنح إليه، كما أنّ الأمر يبرهن على أنَّ المجلس الانتقالي يجنح دائمًا إلى السلام والارتكان إلى لغة الحوار، وهو أمرٌ دائمًا ما يكون محل تقدير.

ولعلَّ موقف الجنوب وتعاطيه الإيجابي مع اتفاق الرياض والتزامه الكامل ببنوده هو ما رسّخ مكانة المجلس الانتقالي كشريك حقيقي وفاعل يمكن الارتكان عليه سواء في جهود مكافحة الإرهاب والتصدي لمساعي التمدد الحوثية أو على صعيد الرغبة نحو الحل السياسي.

وتبقى مسار القضية الجنوبية هو العنصر الأهم في هذا الإطار، فالحرص على إشراك المجلس الانتقالي في أي محادثات يوثق ويعضد حجم المكاسب التي حقّقتها القضية الجنوبية على مدار الفترات الماضية، وهي مكاسب يمكن القول إنّها أطلقت الرصاصة الأخيرة على الشرعية الإخوانية التي لطالما سعت إلى تهميش الجنوب وضرب مساعي شعبه نحو استعادة دولته في مقتل.

لا تنفصل هذه التحركات عن الزخم الدبلوماسي الكبير الذي شهدته العاصمة عدن، خلال الفترات الماضية، والذي تضمّن استقبال عدد كبير من السفراء والمبعوثين الدوليين، في تهافت على العاصمة عدن، أظهر حجم قوة الجنوب وقيادته السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي على الأرض.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.