“الواقع الجديد” الخميس 4 نوفمبر 2021م/ متابعات
“تمدد للحوثيين وغضب من الإخوان”.. مشهد بات ثابتًا في محافظة شبوة، التي جذبت الأنظار على مدار الفترات الماضية، منذ أن كثّفت المليشيات الإخوانية الإرهابية من وتيرة خياناتها وتآمرها عبر الانسحاب من المواقع والجبهات لصالح المليشيات المدعومة من إيران.
واختارت مليشيا الشرعية التمدّد صوب مناطق في الجنوب مثل محافظة أبين، وانسحبت من شبوة لتسليمها للمليشيات الحوثية ضمن تنسيق مشترك بين الجانبين، ويكأن الشرعية ترفع شعار “تحرير المحرَّر”.
المليشيات الحوثية دفعت خلال الساعات الماضية، بتعزيزات عسكرية، إلى مديرية العلياء بيحان في محافظة شبوة، في تحرك ينذر على الأرجح بأن مزيدًا من المناطق ستقع في قبضة المليشيات، لا سيّما أنّ هذه الخطوة تزامنت مع سحب الشرعية وحداتها العسكرية صوب محافظة أبين.
وشوهدت تعزيزات المليشيات الحوثية الإرهابية قادمة من محافظة البيضاء اليمنية، عبر عقبة القنذع، وقد وصلت بالفعل إلى مديرية العلياء بيحان، ما يعني أنّ السيناريو الحوثي الإخواني يُطبق بحذافيره، بمعنى أنّ الشرعية الإخوانية تمهّد الطريق أمام المليشيات الحوثية لتتوسع صوب الجنوب.
التحشيد الحوثي لم يحدث إلا في أعقاب خطوة مهمة أقدمت عليها أولًا مليشيا الشرعية الإخوانية، وهي تطويق معسكر العلم ومن ثم مغادرة رجال النخبة الشبوانية، وقد كان شرطًا وضعه الحوثيون على ما يبدو أمام الشرعية الإخوانية قبل أن تتمدّد المليشيات المدعومة من إيران صوب الجنوب.
وبدلًا من أن تتصدى الشرعية الإخوانية للمليشيات الحوثية، لكنّها عملت على تحشيد الكثير من عناصرها الإرهابية، وتحديدًا صوب مدينة شقرة بمحافظة أبين.
ووصلت تعزيزات كبيرة من عناصر مسلحي الشرعية الإخوانية من المنطقة المركزية الأولى، القاطنة في وادي حضرموت المحتل بنفوذ وفوضى إخوانية عارمة، وقد وصلت هذه التعزيزات تحديدًا من قِبل اللواء 135 الذي يقوده يحيى أبو عوجا الحاشدي.
وضمّت هذه التعزيزات، حسبما كشف ناشطون، جنودًا ومدرعات وتسع دبابات وكميات ضخمة من الذخائر، وقد وصلت جميعها إلى مدينة شقرة.
يعني هذا التطور الخطير أنّ الشرعية تعد العدة لحرب شاملة على الجنوب، بمعنى إفساح المجال أمام تماهي السيطرة الحوثية على أجزاء كبيرة من محافظة شبوة، كخطوة أولى يعقبها التمدّد بشكل أكبر في الجنوب.
وفي الوقت نفسه، تذهب الشرعية الإخوانية إلى محافظة أبين وترتكب تحرشات عسكرية هناك، في محاولة لإثارة مواجهات عسكرية مع القوات المسلحة الجنوبية، وهو تحرك ليس من المستبعد أن يكون الهدف منه إشغال وإرهاق القوات المسلحة الجنوبية بسيل من المواجهات العسكرية بما يمكّن أعداء الجنوب من التوغل أكثر على أراضيه.
ما يبرهن على ذلك هو أنّ وصول مسلحي الشرعية إلى أبين أمر غير مبرر على الإطلاق، وبات واضحًا أنّ الغرض الواضح هو إحراق الجنوب بنيران الفوضى العارمة، كما أنّها تسعى بشكل واضح إلى إغراق الجنوب بنيران الفوضى الشاملة، مستعينة في هذا الإطار باستقطاب عناصر المليشيات الحوثية إلى مناطق الجنوب الآمنة.