“الواقع الجديد” الأربعاء 27 أكتوبر 2021م/ متابعات
غادرت قوات التحالف العربي معسكر “العلم” في مديرية جردان بشكل مفاجئ في أعقاب الكشف عن مخطط حوثي – إخواني للالتفاف على قوات التحالف في المعسكر، مع تسارع وتيرة الانهيارات في جبهات شبوة على الحدود مع مأرب بعد سيطرة الحوثيين على مديريات بيحان وعين وعسيلان وحريب التابعة لمحافظة مأرب.
وقالت المصادر إن التحالف العربي حصل على معلومات عن تنسيق بين الحوثيين والإخوان يستهدف تسليم مديرية جردان والالتفاف على معسكر العلم الذي توجد فيه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وتعرض المعسكر في مرات سابقة لاعتداءات متكررة من قبل عناصر مسلحة تابعة للإخوان والسلطة المحلية في شبوة والتي تبنت خطابا إعلاميا معاديا للتحالف العربي والقوات الإماراتية على وجه التحديد وشبيه بحملة التحريض التي سبقت مغادرة القوات الإماراتية لمنطقة “صرواح” في محافظة مأرب قبل سقوطها في أيدي الحوثيين.
الى ذلك تشهد محافظة شبوة توترا شعبيا متصاعدا في أعقاب سيطرة الميليشيات الحوثية على ثلاث مديريات في المحافظة دون أي مقاومة تذكر من جانب القوات الحكومية التي يهيمن عليها حزب الإصلاح الإخواني.
وطالبت احتجاجات قبلية التحالف العربي بالتصدي لمسلسل تسليم بقية مناطق المحافظة ووضع حد لنفوذ جماعة الإخوان التي أثبتت فشلها في إدارة الملفين الاقتصادي والسياسي في المحافظة الغنية بالنفط والغاز والتعامل بجدية مع التهديدات الحوثية، في ظل معلومات عن تواطؤ بعض القيادات الإخوانية مع الحوثيين.
وقامت قوات تابعة للإخوان خلال الأيام الماضية بقمع احتجاجات قبلية في مديريات شبوة طالبت بتحرير مديريات بيحان وعسيلان وعين وقطع الطريق على محاولات تسليم بقية المديريات من قبل السلطة المحلية التابعة للإخوان التي لم تحرك ساكنا إزاء التقدم العسكري الحوثي، في الوقت الذي تفرغت فيه -وفقا للمصادر- لقمع الاحتجاجات القبلية والتحريض على قوات التحالف العربي.
وقالت مصادر قبلية وسياسية في محافظة شبوة إن استمرار هيمنة الإخوان على محافظة شبوة يهددها بمصير مشابه لمحافظة الجوف ومناطق نهم وصرواح وبقية المديريات التي سيطرت عليها الميليشيات الحوثية بشكل مفاجئ في سيناريو أشبه ما يكون بالتسليم.
ولفتت المصادر إلى أن الحل الوحيد لمنع سقوط شبوة هو تمكين قبائل المحافظة والنخبة الشبوانية من الدفاع عنها في وجه التمدد الحوثي، وقطع الطريق على حالة التخادم بين الحوثيين والإخوان التي تتم نكاية بالتحالف العربي وبتنسيق إيراني – قطري يهدف إلى تشكيل جبهة مناوئة للتحالف في اليمن.
وفي سياق المخطط الحوثي الذي يستهدف محافظة شبوة أظهر تسجيل فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي القائد العسكري الحوثي الأبرز أبوعلي الحاكم في مديرية بيحان بمحافظة شبوة بحضور عدد من القيادات الحوثية المحلية.
وكشف القيادي الحوثي المدرج على قائمة العقوبات الأممية عبدالله يحيى الحكيم، الشهير بـ”أبوعلي الحاكم”، في كلمة ألقاها أمام حشد من الموالين للجماعة في بيحان عن مخطط حوثي لاستكمال السيطرة على محافظة شبوة وصولا إلى منشأة بلحاف الغازية على بحر العرب.
وترافقت تحركات الحاكم مع قيام الضابط الموالي للإخوان في الجيش اليمني وقائد اللواء 21 مشاة جحدل حنش، بمحاصرة قوات النخبة الشبوانية في معسكر العلم بعد أن غادرته قوات التحالف العربي.
واعتبر مراقبون أن هذا التصعيد المتزامن يأتي في إطار حالة التخادم التي باتت تهدد محافظة شبوة بشكل غير مسبوق في ظل استمرار سياسة القمع الإخواني لقبائل شبوة ومواصلة حملة التحريض الإعلامي ضد قوات التحالف في هذه المرحلة الحساسة التي كانت تستوجب بحسب المراقبين طلب المزيد من القوات وليس العكس.