“الواقع الجديد” الأحد 22 اغسطس 2021 / متابعات
لا تزال الشرعية الإخوانية تسوق لشعار قادمون يا صنعاء، غير أن صنعاء اكتفت من الانتظار، واستسلمت بعد 7 سنوات من الترقب للمد الفارسي، وبدأ يعلو صوتها بالصرخة الحوثية.
تروج رموز الشرعية الإخوانية للعودة المزعومة إلى صنعاء، استنزافا لدعم دولي، ومنح وهبات تتبخر فور وصولها إلى حسابات قياداتها، ما دفع المجتمع الدولي للإحجام عن الدعم، وفرض على أهالي صنعاء التخلي عن انتظار ما لن يأتي.
تساوم رموز الشرعية الإخوانية بحلم تطهير صنعاء من مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، لدغدغة رغبات مسكوت عنها إقليميا ودوليا تخشى المد الفارسي، والتبعات الخطيرة لزرع شوكة فارسية في خاصرة الجزيرة العربية، إلا أنها أطالت المساومة حتى فقدت صنعاء مذهبها وبدلت هويتها.
صنعاء التي غادرتها الشرعية الإخوانية بالبراقع، يلفها المد الفارسي الشيعي، في مناهجها التعليمية، ونظامها الحاكم بسلطة الأمر الواقع، وعلى منابر مساجدها، وطقوسها الدينية المستوردة من نظام ولاية الفقيه.
تخلت قيادات الشرعية الإخوانية عن أهاليهم في صنعاء، وبالمقابل تخلت صنعاء نفسها عن هويتها، إلى درجة أنها قد تقاتل الشرعية الإخوانية إن صدقت الأخيرة وحاولت الاقتراب من أسوارها.
وعلى الرغم من السقوط التاريخي ليس من الناحية العسكرية فقط، وإنما الدينية أيضا، إلا أن أصحاب تلك الشرعية يجدون الثمن بخسا مقابل استمرار ضخ حصيلة المنح والمعونات في حساباتها البنكية، التي يصادف أنها تحت سيطرة المليشيا الحوثية.
يبرهن حال صنعاء في احتفالاتها بعاشوراء، على التداعيات الكارثية لإرادة دولية تمنح شرعية مزعومة لعصابة من أمراء الحرب، ومرتزقة الأزمات الإنسانية، وتدفع العملاء والخونة والفاسدين إلى تصدر موقع المسؤولية، أو بالأحرى إهدار المسؤولية.