“الواقع الجديد” الثلاثاء 10 اغسطس 2021 / متابعات
كشف حادث اعتداء المليشيات الحوثية الإرهابية على سفينة “ميرسر ستريت” قبالة بحر العرب عن أن التعامل مع انتشار العمليات الإرهابية في المنطقة ليس بحاجة فقط إلى مواجهة فاعلة مع إيران وأذرعها الإرهابية، لكنه بحاجة أيضًا إلى تعامل على نفس المستوى مع تنظيم الإخوان والأطراف الداعمة له والتي يكون مهمتها تسهيل ارتكاب الجرائم التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأكدت صحيفة ديلي إكسبرس البريطانية أن أصابع الاتهام تشير إلى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تورطت في تنفيذ الاعتداء على سفينة “ميرسر ستريت” بأمر من طهران، ما كان دافعًا للقوات الخاصة البريطانية لإرسال فرقة مكونة من 40 جنديًا إلى مدينة الغيضة بمحافظة المهرة، السبت، في مهمة لملاحقة عناصر مليشيا الحوثي الإرهابية الضالعين في الهجوم.
وأسفر الهجوم الذي وقع قبل عشر أيام عن مقتل جندي بريطاني سابق يعمل لدى شركة أمبري البريطانية لتوفير الأمن للسفينة وقبطانها الروماني، وبالرغم من إيران تملصت من التورط في ارتكاب الحادث الإرهابي إلا أن المعلومات الاستخباراتية البريطانية أكدت تورطها.
لا يمكن النظر إلى الاعتداء على السفينة “ستريت” وغيره من الحوادث التي وقعت على سواحل بحر العرب خلال الفترة الأخيرة بمعزل عن التنسيق بين مليشيات الإخوان الإرهابية التي تهيمن على الشرعية، وبين العناصر المدعومة من إيران، لأن محافظة المهرة التي انطلق منها الهجوم الأخير تخضع لسيطرة الشرعية الإخوانية والتي تتولى عملية التنسيق مع العناصر الحوثية، ومن المتوقع أن تكون المحافظة قاعدة انطلاق لجرائم إرهابية أخرى على سواحل بحر العرب.
أيضًا هذا الحادث لا ينفصل عن تصاعد حجم التنسيق بين القوى الإقليمية الداعمة للمليشيات الحوثية الإرهابية ممثلة في إيران من جانب، وبين القوى الداعمة لمليشيات الإخوان وعلى رأسها قطر وتركيا، وهو التنسيق الذي أفضى إلى تسليم الشرعية الإخوانية جبهات الشمال دون أي مقاومة، ويتجه الطرفان الآن نحو الجنوب عبر تكثيف التنسيق الذي يظهر دلالاته من خلال وصول الحوثي إلى أطراف شبوة إضافة إلى الحضور المتصاعد في محافظة المهرة.
ويتواجد الحوثي في المناطق التي تكون حاضرة فيها ألوية عسكرية تابعة للشرعية الإخوانية ويتكرر ذلك في المهرة ومناطق في وادي حضرموت ويصل التنسيق بين الطرفين إلى تأمين خط التهريب من سواحل المهرة وصولا إلى الجوف.
يذهب متابعون للتأكيد أن وصول قوة بريطانية للتعامل مع المليشيات الحوثية الإرهابية في المهرة قد لا يؤدي المطلوب منه حتى وإن تمكنت من التوصل إلى الأطراف المعتدية على السفينة “ستريت”، لأن هناك طرفاً آخراً يقوم بدور المسهل لارتكاب هذه الجرائم، وطالما ظل بمعزل عن أي مواجهة أو عقوبات دولية فإن الإرهاب الحوثي لن يتوقف عن ارتكاب جرائمه، في تلك الحالة سيكون قابلاً للتمدد بفعل تزايد وتيرة التنسيق بين الطرفين.
لا يتوقف التنسيق بين الإخوان ومليشيات إيران على المهرة فحسب، بل أن تواطؤ الشرعية في الشمال طيلة السنوات الماضية كان سبباً لتسهيل مهمة المليشيات الحوثية في إطلاق الطائرات المسيرة باتجاه المملكة العربية السعودية، كما أن التواطؤ في الحديدة قبل ثلاثة أعوام حينما كانت العناصر المدعومة من إيران قاب قوسين أو أدني من خسارة مواقعها قبل أن ترضخ الشرعية لمفاوضات اتفاق ستكولهوم كان دافعًا أيضًا نحو تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر.