“الواقع الجديد” الأثنين 9 اغسطس 2021 / متابعات
لا تستقر البلدان وتنتهي الانقلابات ويعم الأمان الا حين يكون الجيش قويا ومنظما وتحت قيادة صادقة وكفؤة وهذا ما لم يحصل في اليمن وما تسبب بإطالة أمد الحرب مع المتمردين الحوثيين.
سيطر حزب الإخوان في اليمن على المؤسسة العسكرية وحولها إلى غنينة خاصة بالتنظيم، أقالوا القادة الصادقين والشرفاء وسلموها لقيادات مدنية بينهم معلمون وخطباء مساجد فكان ذلك السبب الاول للفشل العسكري والتقهقر لهذا الجيش امام المسلحين الحوثيين.
7 سنوات من الفشل العسكري للجيش المسيطر عليه من قبل الإخوان والانتصارات الوحيدة في الجنوب والساحل الغربي بعيدة عن هذا الجيش ولم يشارك فيها بل يحاربها قادته بكل الوسائل ويسعون لإفشالها خدمة للجماعة الحوثية.
في الجنوب حيث لا جيش ولا قوات إخوانية تمكنت المقاومة الجنوبية بإشراف ومشاركة من القوات الإماراتية من تحرير المحافظات الجنوبية في ثلاثة أشهر فقط.
الإدارة الإماراتية أخذت على عاتقها تحرير الساحل الغربي وهو من أهم المناطق التي تتمون منها المليشيات وبدأت خطة تحريرها.
اعتمد الإماراتيون على قوات العمالقة التي شكلتها ابوظبي وقامت بتدريبها وتجهيزها ودعمها وتمكنت خلال فترة زمنية قصيرة من الوصول إلى وسط مدينة الحديدة محررة مساحات واسعة وذات أهمية كبيرة لولا خيانة الحكومة بتوقيع اتفاق السويد الذي اوقف القوات من استكمال تحرير المدنية.
فشل الجيش ذي العدد الكبير والحضور الباهت يضع الف علامة تعجب حول كمية الاهمال والتسيب واللا مبالاة لدى قيادته كما يضع علامة سؤال حول صمت الرياض على كل ذلك الفشل وهي من تشرف هلى تلك القوات في جبهات مارب ونهم والجوف والبيضاء وجبهات الحدود.
ويرى الخبير العسكري العميد “جميل المعمري” أن الحديث عن احصائيات دقيقة للجيش الوطني لا توجد ولكن على سبيل الذكر من حيث القوة البشرية فالجيش الوطني بالأرقام فالمنطقة العسكرية الرابعة مثلا 127 الف جندي وهذه في عدن لحج وتعز وأبين وفي مأرب هناك 200 الف جندي ولكن في الحقيقة وعلى أرض الواقع وفي المعسكرات لا يوجد ربع القوة.
وأضاف العميد المعمري، خلال مداخلة مع قناة “الغد المشرق” إن القيادات العسكرية الفاشلة ترفع الشكوفات وتستغل غياب الرقابة والمتابعة وبذلك تسيء للجيش الوطني فنهب الرواتب حاصل ولا توزع إلا الفتات.
وأشار في حديثه للقناة أنه من حيث التسليح متوسط وخفيف فهو لا يتجاوز مدرعة النمر وبعض المدرعات غير الحديثة إضافة إلى مدافع ورشاشات متوسطة وصواريخ الكورنيت وبعض مدافع الهوزر ولا يوجد راجمات صواريخ ولا أسلحة نوعية فالسلاح الحديث يوجد لدى القوات السعودية وهي تديره ولا تسلمه للجيش اليمني.
ووصف المعمري استمرار المقدشي وزيرا للدفاع هو دليل على فساد الحكومة الشرعية ففي كل دول العالم في حال حدوث الفشل في تحقيق نصر والتعرض للهزيمة فأول عمل يجري تقديم وزير الدفاع الاستقالة، منوها ان هذا يحدث عند الجيوش والقيادات التي تحترم نفسها والشرف العسكري ولكن نحن لا يوجد لدينا قيادات للحرب وللقتال والتحرير وانما من أجل الغنيمة والتجارة وجمع الأموال لشراء العقارات هنا أو هناك عبر افتعال سيناريوهات لاستنزاف دول الخليج وابتزازها وهذا حاصل وتعلمه الشرعية وغيرها.
وبين الخبير العسكري المعمري أن الحكومة الشرعية لو كانت فعلا حكومة فأولويتها لتحقيق النصر على المليشيات هو محاكمة الفاشلين والفاسدين وأولهم قائد ملف الحرب علي محسن ووزيره الأفشل للدفاع المقدشي، مؤكدا انهما من يتحملان المسؤولية بممارسات تضر بالجيش الوطني وافراده الذين ليس لهم ذنب بما يجري بل هم رجال ومقاتلون قادرون على تحقيق النصر في حالة كانت قيادتهم حقيقية لا تنهب ولا تتاجر برواتبهم ولا تمارس ضدهم كل التجاوزات والمخالفات وتحاصرهم من الذخيرة وتجبرهم على الانسحابات وتفرض عليهم آليات أدت إلى تسليم مواقع الحوثي وهي ضمن الخيانة التي تكشفت في أكثر من مكان وهذه معروف للكل.
لكن آخرين يرون أن هذا الفشل متعمد من قبل قيادة الشرعية نفسها كونها تريد إطالة امد الحرب خوفا على خروجها من المشهد في حال انتهاء الحرب وهو ما ذهب اليه السياسي الجنوبي “حسين لقور”، حيث قال “حالة الارتخاء التي تعيشها الشرعية اليمنية في الجبهات أمر لا يمكن تصوره إلا في خدمة الحوثي، فالطرفان يرغبان في بقاء الأمور هكذا، وكل منهما له أسبابه.
وتابع لقور: حكومة هادي تعرف ان وقف إطلاق النار يعني سقوطها وخروجها خالية الوفاض من الحرب، أما الحوثي فيراهن على الوقت علّ ذلك يعطيه مكاسب.
بدوره أشار الصحافي “ياسر اليافعي” ان المشكلة الاولى والاخيرة للفشل هي سيطرة حزب الإصلاح على أهم الجبهات وهي من تسقط في حين لا تسقط الجبهات الأخرى التي لا يسيطر عليها الإخوان.
وتحدى اليافعي في منشور له على “فيس بوك” الإتيان بجبهة واحدة أنتصر فيها حزب الإصلاح على مليشيات الحوثي، مشيرا ان كل سجله هزائم وهروب، وسرقة الانتصارات من خلال الشرعية بحيث أية منطقة تتحرر، يتمكن منها من خلال التعيينات في إدارة هذه المناطق.
وبين اليافعي “بينما الواقع يقول ان كل الانتصارات بإرادة جنوبية واشراف الامارات وهم من يتعرض للهجوم من هذا الحزب الإخواني”.
ويتساءل الجميع عن سر عدم محاسبة القادة حول الخسائر الكبيرة التي تعرض لها الجيش خصوصا في الجبهات الهامة في حدود صنعاء والجوف ووصولا إلى مارب وقد عرف في العالم أجمع ان خسائر الجيش تأتي فوق رؤوس قادته ويتم تنظيم وترتيب صفوفه لاستعادة ما خسره الا في الجيش اليمني يكافأ القادة بالرتب والتعيينات مقابل خسائرهم.
السياسي “وضاح بن عطية” يقول في تغريدة له “سلمت قيادات في الشرعية موالية للإخوان أكثر من 17 لواء بعدته وعتاده للحوثيين في نهم والجوف ومأرب ومريس والبيضاء، وإذا لم يكن هذا التسليم بتواطؤ من قيادة الشرعية لشاهدنا محاسبة من سلموا الألوية، ولكن يتم ترقيتهم.
وتابع “بن عطية” في تغريدة أخرى: الحوثي كان محاصرا بحرب من كل مكان، القوات الجنوبية من البرح إلى قرب ميناء الحديدة غربا ومن ملاحيظ والبقع شمالا ومن دمت والزاهر والراهدة وثرة جنوبا، وقوات هادي وعلي محسن من نهم وبني حشيش وصرواح شرقا، وكاد الحوثي أن يحتضر، فمن دور الحرب وحرفها إلى أبين؟!
* نيوز يمن