“الواقع الجديد” الأثنين 19 يوليو 2021 / المشهد العربي
أخبار متسارعة بين تدهور سعر صرف الريال في الجنوب، وتظاهرات الغضب التي انفجرت في شوارع مناطق جنوبية عديدة، منددة بسياسة التجويع التي تمارسها الشرعية الإخوانية الإرهابية بحق الشعب الجنوبي، لإغراق البلاد في انهيار اقتصادي، وأحوال معيشية صعبة.
على مدار الأيام الماضية، شهدت أسعار الريال في الجنوب هبوطا تاريخيا حادا لأول مرة، حيث قفز سعر الدولار الواحد إلى نحو 1008 ريالات، وسط حالة من سخط أبناء الجنوب بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار السلع والخدمات، بالإضافة إلى انهيار الوضع الإنساني إلى حد كارثي.
انتفض الشعب الجنوبي في محافظات عديدة بتظاهرات الغضب في وجه سلطة الشرعية الإخوانية الإرهابية، وأكدوا استمرار غضبهم حتى تحقيق العيش الكريم على أرضهم بطرد المحتل ووقف نزيف نهب الثروات.
يرى مراقبون ومحللون اقتصاديون أن وراء أزمة ارتفاع أسعار العملة والوضع الاقتصادي المتردي فسادا كبيرا من مليشيات الشرعية الإخوانية الإرهابية المتحالفة سرا مع مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
تحالف الجانبان الإرهابيان، أو بالأحرى تآمرا، لنهب ثروات الجنوب، وأعدا في الخفاء من المخططات الآثمة ما لم يستطيعا نفيه علنا، فلكل منهما مصالح شخصية وأغراض أنانية يسعيان إليها، وما تسليم الشرعية الإخوانية الإرهابية مواقعها لمليشيات الحوثي إلا جزءا مهما من تلك المخططات والمؤامرات مقابل حماية الحوثيين ثروات واستثمارات وممتلكات قيادات الشرعية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
تدهور أسعار صرف الريال أحدث قلقا في مختلف الأوساط السياسية والاقتصادية في العالم حتى أن الأمم المتحدة حذرت من أزمة جديدة، في البلد الغارق بحرب المليشيات الحوثية الإخوانية وضعته على حافة مجاعة كبرى، عبر عنها صندوق النقد الدولي بقوله: “إن البلاد تواجه أزمة اقتصادية وإنسانية حادة”.
فاقمت أزمة زيادة الأسعار آثار المأساة الاقتصادية الإنسانية في مناطق يعتمد معظم سكانها على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، فملايين الأبرياء لا يجدون لقمة العيش الكريمة في ظل أوضاع إنسانية واجتماعية بالغة التعقيد جراء جرائم سلطة الإخوان الغاشمة ومليشيا الحوثي الإرهابية.
ففي شبوة، مثلا، وقبل أيام من عيد الأضحى المبارك شهدت الأسواق ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الملابس تزامنا مع ظروف معيشية صعبة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الخدمات العامة مثل الكهرباء والمياه، بينما تتمتع العناصر الإرهابية من الإخوان ووكلاء إيران بملايين الدولارات من تهريب النفط للخارج ونهب ثروات ومقدرات الشعب الجنوبي على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
كشفت تلك الأوضاع لعبة الشرعية الإخوانية المنبطحة لتسليم ثروات البلاد على طبق من ذهب إلى مليشيا الحوثي الإرهابية، واستهداف شعب الجنوب بجرائمهم لضمان سيطرتهم على عوائد النفط التي تنعم بها القيادات الهاربة في الخارج، وتمويل عملياتها الإرهابية بعد أن فقدت غالبية مواقعها في الشمال ولم يعد لديها موارد لاستقطاب المرتزقة وعناصر المليشيات الإرهابية.