“الواقع الجديد” الأحد 18 يوليو 2021 / متابعات
تحولت محافظة شبوة الغنية بالنفط إلى مأساة إنسانية في الجنوب بعد أن ضاعفت العناصر الإرهابية من جرائم تهريب المشتقات النفطية والاستفادة من عوائدها في حين أن هناك ملايين الأبرياء الذين لا يجدون لقمة العيش التي تساعدهم البقاء على قيد الحياة، في ظل أوضاع إنسانية واجتماعية بالغة التعقيد جراء جرائم سلطة الإخوان الغاشمة.
ويثير إقدام سلطة الإخوان الإرهابية على بيع نحو مليوني برميل من نفط شبوة مقابل أكثر من 140 مليون دولار تذهب عوائدها إلى الشرعية الإخوانية والقيادات الفاسدة والعناصر المتورطة في عمليات إرهابية استفزاز كثير من أبناء المحافظة الذين لا يجدون ما يكفيهم لإدخال البهجة على أبناءهم مع قدوم عيد الأضحى المبارك في ظل ارتفاع أسعار السلع والخدمات بشكل مبالغ فيه في مقابل انخفاض قيمة دخولهم.
وشهدت شبوة ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الملابس، قبيل أيام من عيد الأضحى المبارك، بالتزامن مع ظروف معيشية صعبة، تحرم الكثير من الأسر من شراء كسوة جديدة لأطفالها، هذا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخدمات العامة وعلى رأسها فواتير المياه والكهرباء التي أضحت تشكل أعباء إضافية على المواطنين الذين يعيشون تحت وطأة إرهاب الإخوان.
تتمتع العناصر الإرهابية بملايين الدولارات والتي توظفها لارتكاب مزيد من الجرائم بحق أبرياء الجنوب في حين أن هناك أبناء المحافظة من المفترض أن يحصلوا على استفادة غير مباشرة من مواردهم الطبيعة التي يجري سرقتها وتهريبها للخارج بشكل مستمر، ويظل ذلك أحد الأسباب التي تدفع الشرعية الإخوانية للتهرب من تنفيذ باقي بنود اتفاق الرياضي الذي يقضي بسحب قواتها من المحافظة.
ورحلت الناقلة النفط العملاقة (كاليديا)، اليوم السبت، عن ميناء النشيمة النفطي في مديرية رضوم بمحافظة شبوة، محملة بشحنة ضخمة، في حين أن المحافظة ذاتها في أشد الحاجة لهذه الشحنة وغيرها من الشحنات التي يجري تهريبها مع تزايد فترات انقطاع الكهرباء وخروج عدد كبير من المحطات عن الخدمة نتيجة شح الوقود وعدم تشغيلها لفترات طويلة، ما يبرهن على أن الشرعية الإخوانية ما هي إلا سلطة احتلال غاشمة للسيطرة على مقدرات أبناء الجنوب.
تكتفي سلطة الإخوان الإرهابية بقيادة المدعو محمد عديو بتهريب النفط والاستفادة من عوائده، لكنها في الوقت ذاته ترفض تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين بل أنها تمارس جرائم السرقة بحقهم عبر الجبايات التي تقوم بها بشكل ممنهج لمعاقبتهم على موقفهم الرافض لممارساتها الاحتلالية.
يرى مراقبون أن الشرعية الإخوانية تستهدف محافظة شبوة بجرائمها لضمان سيطرتها على عوائد النفط التي يتربح منها قياداتها الهاربة في الخارج وعلى رأسهم جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر، وتنظر إلى آبار النفط الموجودة بالمحافظة على أنها وسيلة مناسبة لتمويل عملياتها الإرهابية بعد أن فقدت غالبية مواقعها في الشمال ولم يعد لديها القدرة الحصول على موارد لاستقطاب المرتزقة وعناصر التنظيمات الإرهابية لديها.
يذهب هؤلاء للتأكيد أن تجارة النفط تعد أحد الأسباب التي تدفع الشرعية الإخوانية لإطالة أمد الصراع وإفشال أي محاولات من شأنها التوصل إلى حل سياسي، لأن هناك قوى إقليمية معادية تستفيد من عمليات التهريب وتوظفها في إشعال حروب أخرى في المنطقة عبر تمويل التنظيمات الإرهابية.
وفي كافة الحروب التي خاضتها العناصر الإرهابية المحسوبة على تركيا وقطر وإيران كان النفط أحد أهم الأهداف التي سعت إليها لسرقة ثروات الشعوب العربية وإخضاعها لسيطرتها.