“الواقع الجديد” الثلاثاء 1 يونيو 2021 / متابعات
حملة حوثية إخوانية “زائفة” ضد التحالف العربي في جزيرتي سقطرى وميون فضحت “مخططا شيطانيا” لأطماع تركية وإيرانية واضحة، بحسب خبراء تحدثوا لـ”العين الإخبارية”.
الخبراء أكدوا أن خطوات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن نحو بناء قوات محلية بحرية لتأمين سواحله يقف في مقابلها دعم إيراني وتركي للحوثيين والإخوان بشكل مكثف بهدف زعزعة أمن المنطقة والسيطرة على ضفتي البحر الأحمر وخليج عدن.
وتعد الحملة الإعلامية لتنظيم الإخوان الإرهابي ومليشيا الحوثي الانقلابية مقدمة لحرب واسعة النطاق لوأد الترتيبات الأمنية والعسكرية والاقتصادية للحكومة ، خصوصا في جزيرة ميون والساحل الغربي بدعم من التحالف العربي.
وتستهدف الحملات الإعلامية المشتركة الإخوانية والحوثية كل ما له علاقة بإعادة بناء اليمن كدولة بحرية ضامنة لأمن وسلامة الملاحة البحرية على البحر وخليج عدن في منطقة بالغة الأهمية لأمن المنطقة والعالم، وفقا لذات الخبراء.
مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر
رئيس مركز باب المندب للدراسات معاذ المقطري، قال إن “استهداف الحوثيين والإخوان للتحالف خصوصا السعودية والإمارات يأتي ضمن هجوم تدعمه الدول الراعية لهذه الجماعات الإرهابية في اليمن والتي سعت مؤخرا لكبح جماح حركة نمو وتطور مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن”.
والمجلس هو كيان إقليمي لمجابهة المخاطر المشتركة ويضم كافة الدول العربية والأفريقية المشاطئة على البحر الأحمر وخليج عدن أسس برعاية سعودية في 6 يناير/كانون الثاني 2020.
ويتألف هذا التكتل من 8 دول عربية وأفريقية ويعد تتويجا لسلسلة من الاجتماعات المكثفة في الرياض والقاهرة منذ ديسمبر/كانون الأول 2018، وهو أول كيان في تاريخ المنطقة العربية يعنى بحماية حركة التجارة والملاحة وتعزيز القدرات الأمنية والعسكرية والاقتصادية ومواجهة المخاطر البيئية.
وقال رئيس مركز باب المندب للدراسات باليمن في حديثه لـ”العين الإخبارية” إن “المضي في تحقيق أهداف الكيان الاستراتيجي سيواجه سلسلة من الحملات الرامية إلى إفشاله وزعزعة الثقة بين أطرافه وبين شعوب البلدان الممثلة فيها وحكامها”.
وأشار إلى أن “الحملة الحوثية والإخوانية الأخيرة المسنودة من إيران وتركيا أوقعت مثقفين وسياسيين من شمال وجنوب اليمن في فخ الجدل بين التبعية الإدارية لجزيرة ميون لتعز أم لعدن”.
ولا يزال ثمة إهمال في تعريف تكتل الدول المطلة على البحر الأحمر والغاية من تشكيله تسيطر على أوساط النخب العربية غير الرسمية ما دفع مركز باب المندب للدراسات لقيادة مبادرة باليمن للتعريف بأهميته.
وبحسب معاذ المقطري فإن أهم تحد يواجه تكتل الدول المشاطئة على البحر الأحمر “يتمثل في نفوذ القوى المتنافسة على الإقليم، خاصة تركيا وإيران وحلفاءهما من الحوثيين والإخوان الذين رأوا في هذا المجلس الجديد تحجيما لمشاريع الدول الراعية لهم”.
و”كثفت تركيا وإيران تحركاتها المضادة بجانب تحركات أدواتها، وشملت بعض الدول الأعضاء في المجلس بهدف إضعاف إمكانية فاعليتها فيه، بل سارعت إلى تنفيذ استثمارات كبرى من شأنها إغناء بعض دول المجلس عن المعونات السعودية والإماراتية”، بحسب الخبير الاستراتيجي.
ومن هذه التحركات التي استدل بها المقطري دعوة الصومال لتركيا للاستثمار في حقول النفط البحرية، بهدف تكتل الدول المشاطئة على البحر الأحمر وأهدافها، والتي من أهمها تلبية احتياجات أمنية وعسكرية.
وفي اليمن، وبحسب رئيس مركز باب المندب للدراسات، تتضاعف التهديدات إثر ضعف الرقابة الأمنية في الكثير من النقاط والمواقع الجغرافية الحساسة منذ هدم مليشيا الحوثي للقوة البحرية وتشييد قوات أمنية تعاني نقص الموارد، وعدم توفر الخبرة التقنية، وكانت الترتيبات على جزيرة ميون لتلافي هذا الضعف قبل أن يثيرها الإخوان متشدقين بالسيادة.
ذريعة الفشل في الحرب
الخبير العسكري العميد ثابت حسين صالح عزا حملة مليشيا الحوثي والإخوان على التحالف العربي والإمارات “تحت مبرر الوجود العسكري” في جزيرتي “ميون وسقطرى” إلى “أوهام خاصة بالطرفين”.
بخصوص الإخوان، أكد صالح لـ”العين الإخبارية”، أنها “تتعلق بمخططاتهم بالسيطرة على الجنوب وبشكل خاص المواقع ذات الأهمية الاستراتيجية كباب المندب وتقديم ذلك هدية لتركيا أو حتى إيران”.
كما تتم إثارة ذلك لصرف الأنظار عن “فشل الإخوان والموالين لهم عن تحقيق أي مكاسب في الشمال أو بالأصح عن تخاذلها في الحرب ضد مليشيا الحوثي”، كما قال العميد صالح.
واعتبر الخبير اليمني أن “هذه الحملة خدمة مجانية لمليشيات الحوثي ونظام طهران”، مشيرا إلى أن “التصعيد ضد التحالف يعد عملا مخططا له وتوجها ممنهجا من قبل الإخوان والحوثيين وارتباطاتهما الإقليمية”.
حملات برعاية إيرانية وتركية
أما رئيس وكالة “2 ديسمبر” الإخبارية صلاح الحيدري، أكد من جانبه أن “تصعيد مليشيا الحوثي والإخوان ضد التحالف العربي والقوات التي ترابط في الساحل الغربي ليست جديدة فحملات الاستهداف دوما تدشن وفق مخططات وأهداف محددة ومرتبطة بتحركات القوى الإقليمية إيران وتركيا التي تغذي مشاريع الخراب داخل اليمن”.
الحيدري قال لـ”العين الإخبارية” إن “الوجود العسكري للتحالف العربي مرتبط بمهمة حماية طرق الملاحة وباب المندب وتقديم الدعم اللوجستي للقوات اليمنية في الساحل الغربي والجنوب وهو وجود شرعي وبغطاء قانوني تمثله قرارات مجلس الأمن وضمن دعم الشرعية وإنهاء الانقلاب الحوثي”.
وأوضح أن “هذه الحملات تستخدم لشيطنة كل القوى التي تواجه مليشيا الحوثي وتشرعن كل الأعمال العدائية ضد التحالف وحلفائه المخلصين في الميدان لاستعادة اليمن أرضا وإنسانا”.
وتؤدي قوات التحالف العربي والقوات المشتركة وخفر السواحل دورا محوريا في تأمين أهم المناطق الاستراتيجية المرتبطة بطرق الملاحة، أهمها باب المندب وعلى شريط ساحلي يمتد من لحج جنوبا وحتى قلب الحديدة غربا، طبقا للمسؤول والسياسي اليمني.