“الواقع الجديد” الأحد 30 مايو 2021 / صحيفة الأيام
أعلنت صنعاء، أمس السبت، فشل الجهود الدولية للدفع بعملية سلام شامل في اليمن، وقالت إن قواتها نفذت عمليات برية وجوية وبحرية متزامنة في العمق السعودي.
ومنذ مطلع الأسبوع الماضي شهدت عواصم الرياض ومسقط وأبوظبي وموسكو حراكاً دبلوماسياً وسياسياً واسعاً للمبعوثين الأممي مارتن جريفيثس والأمريكي تيم ليندركينج ووزير خارجية حكومة المناصفة أحمد بن مبارك، حيث وضعت خطة أممية – أمريكية لوقف إطلاق النار في اليمن، لكن الأحداث التي وقعت أمس السبت تبدو رداً صريحاً من الحوثيين عن أن تلك المساعي وصلت إلى طريق مسدود.
وذكر التحالف بقيادة السعودية أنه أحبط هجوماً للحوثيين بزورقين مفخخين في البحر الأحمر، موضحاً أنه دمر الزورقين قبالة ميناء الصليف جنوب مدينة الحديدة.
وبث إعلام الحوثيين أمس تسجيلاً مصوراً قال: إنه لتوغل مقاتلي الجماعة في منطقة حدودية بالسعودية.
وقال التقرير المصور لقناة المسيرة المتحدثة باسم الحوثيين: إن أكثر من 80 من الجنود السعوديين و”المرتزقة” السودانيين قتلوا أو أصيبوا في حين تم أسر عشرات آخرين في العملية التي تمت في محور “الخوبة – وادي جارة” بمنطقة جازان جنوب السعودية.
وفي وقت متأخر أمس الأول، أعلن التحالف تدمير طائرتين مفخختين للحوثيين حاولتا استهداف قاعدة خالد الجوية في مدينة خميس مشيط.
وقالت قناة المسيرة: إن العملية البرية تركزت في محور الخوبة – وادي جارة، وذلك بعد هجوم من 3 مسارات رئيسية، دون الكشف عن توقيت تنفيذها.
ونقلت القناة، عن مصدر عسكري، لم تسمه، قوله: إن العملية العسكرية استهدفت مواقع الجيش السعودي في جبل الـ “إم بي سي”، وتلال الفخيذة والتلة البيضاء، والقمبورة، والعمود، وتويلق، وشرق قايم، وصياب، مدعياً أن السيطرة قد تمت عليها بالكامل.
وأضافت القناة أن قوات الحوثيين سيطرت على مواقع عسكرية تمتد على مساحة 150 كيلو متراً مربعاً في محور جازان جنوب السعودية، وذلك بعد عملية وصفتها بأنها واحدة من أوسع عملياتها البرية على الحدود الجنوبية للمملكة.
ولم يرد التحالف العربي حتى ليل أمس على تلك المزاعم.
وقال القيادي الحوثي البارز محمد علي الحوثي: إن القوات المسلحة التابعة لجماعته نفذت عمليات عسكرية أسماها ضمن مرحلة “الوجع الكبير”، موضحاً أنها ضمن عمليات واسعة ستشهدها المناطق الجنوبية للسعودية خلال الفترة المقبلة وستمتد إلى عمق أكبر.
ولوح الحوثي على حسابه الرسمي في “تويتر” أمس السبت بفشل المساعي الدولية نحو السلام في اليمن، وتطرق إلى المفاوضات التي جرت خلال الثلاثة الأيام الأخيرة.
وقال إن فشل السلام في اليمن بسبب “تمثيل دور الميسر من ذوات القرار بدول العدوان في الظاهر”، مضيفاً أن الرفض لأي نتيجة بلسان مرتزقتهم أمام أي حلول، بحسب تعبيره.
واعتبر الحوثي في تصريحات أخرى لقناة الميادين المقربة من حزب الله، أمس، أنه “ما لم يتحقق السلام ستستمر عملياتهم في العمق، وسيكون الرد أقسى مما هو حاصل”.
في هذه الأثناء قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين: إن قوات صنعاء شنت هجوماً برياً في المنطقة الجنوبية السعودية، واشتبكت مع القوات السعودية في مواقع عدة بمنطقة جازان الحدودية مع اليمن.
وقال عضو المكتب السياسي للحوثيين علي القحوم: إن العملية العسكرية في جيزان هي رد على جرائم العدوان.
وأوضح القحوم في تصريحات بثتها قناة الميادين أمس، أن القدرات العسكرية للحوثيين “تتعاظم بعد 7 سنوات من العدوان على اليمن، وصنعاء تؤكد معادلات الرد في هذه العملية التي تأتي بعد 7 سنوات من العدوان”.
وعلق مراقبون سعوديون على قنوات فضائية أمس، بأن التقارير التي بثها الإعلام الحوثي حول توغل بري في مناطق سعودية غير صحيح.
وقالت مصادر سياسية يمنية في الرياض أمس لـ “الأيام”، إن الجولات التفاوضية الدولية تبدو مؤشراتها على عدم تحقيق أي تقدم في اختراق جدار الأزمة اليمنية.