“الواقع الجديد” الاربعاء 26 مايو 2021 / صحيفة الأيام
> علق الخبير العسكري والإستراتيجي العميد العراقي المتقاعد عدنان الكناني، أمس الثلاثاء، في تصريح لوكالة”سبوتنيك” الروسية على تقرير لموقع “بلومبيرج” الإخباري الأمريكي، أوضح أن عدد الصواريخ التي زودت إيران بها حلفاءها في العراق ولبنان وفلسطين واليمن، ساهمت في تغيير الحرب بشكل جذري في الشرق الأوسط، موضحاً أن الموضوع عبارة عن حرب إسرائيلية – أمريكية ضد إيران، التي تحاول حماية مكتسباتها والدفاع عن نفسها من خطر الوجود الأمريكي في المنطقة، وضحايا هذه الحرب هم من العرب، الذين يستغلون هذه الحرب من أجل الدفاع عن أرضهم ضد الوجودين الأمريكي والإسرائيلي على أراضيهم”.
وتابع الكناني بالقول: “فشلت منظومة الدفاع الأمريكية في التصدي للصواريخ، فهم وإن أعلنوا أنها نجحت بنسبة 85 %، إلا أن ذلك يعد فشلاً في هذه المنظومة، علماً أن حرب الطائرات المسيرة لم تستخدم لحد الآن، وهو موضوع يقلق الأمريكيين والإسرائيليين، بسبب عدم قدرتهم التصدي لهذا النوع من الطائرات”.
وأضاف الكناني قائلاً: “ستقوم كل من إسرائيل والولايات المتحدة باستخدام الأجهزة الاستخباراتية من خلال العمليات السرية، وذلك للتأثير على المقاومة سواء في فلسطين أو في البلدان المحيطة، فأساليب الفصائل المسلحة في العراق وفلسطين ولبنان واليمن وسوريا متشابهة”.
تجدر الإشارة إلى أن تقرير لموقع “بلومبيرج” الإخباري الأميركي، أحصى عدد الصواريخ التي زودت إيران بها حلفاءها في العراق ولبنان وفلسطين واليمن، مشيراً إلى أن إيران ساهمت في تغيير الحرب بشكل جذري في الشرق الأوسط.
واعتبر الموقع الإخباري الأميركي أن إيران التي زودت القوى الحليفة لها في العراق ولبنان وفلسطين واليمن بعشرات الآلاف من الصواريخ والطائرات بدون طيار، والتكنولوجيا اللازمة لصناعتها، وأشار الموقع في مقال تحليلي كتبه سيث فرانتزمان، إلى حرب غزة الرابعة، اتسمت بصور الصواريخ المتلألئة في سماء الليل، مضيفاً أن النقطة البارزة أمام المحللين العسكريين في ما بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، أن حركة حماس أطلقت أكثر من أربعة آلاف صاروخ قذيفة خلال 11 يوماً من القتال، بينما كانت قد أطلقت 4500 صاروخ في حرب غزة خلال خمسين يوماً، في العام 2014.
وتابع أن حماس كانت قادرة على استهداف الداخل الإسرائيلي أكثر من قبل، كما أنها استخدمت “الطائرات الانتحارية الدرونز”.
واعتبر التقرير “هذا جزءاً من نمط يتطور في أنحاء المنطقة، حيث استخدم المتمردون الحوثيون في اليمن صواريخ وطائرات الدرونز المتطورة بشكل متزايد ضد السعودية، وكذلك المليشيات الشيعية في العراق ضد القوات الأميركية”، مضيفاً أن “المخزون الأكبر والأكثر تقدماً إلى حد بعيد بحوزة حزب الله اللبناني، والذي يتضمن صواريخ دقيقة التوجيه، بالإضافة إلى صواريخ قد يتم إطلاقها يوماً ما من طائرات درونز بعيدة المدى”.
واختصر التقرير المشهد بالقول أن كل هذه الترسانة التي بحوزة جهات ناشطة لا علاقة لها بالدولة، لها أصل مشترك واحد وهو إيران، مشيراً إلى أن في السنوات الماضية، قامت إيران بتزويد هذه الجماعات، وهم أعضاء أساسيون في شبكة طهران من الوكلاء والشركاء، بعشرات الآلاف من الصواريخ والطائرات الدرونز، فضلاً عن التكنولوجيا اللازمة لصناعتها، وأن خلال مسار هذه العملية، “تغيرت الحرب بشكل جذري في الشرق الأوسط”.
وذكّر التقرير بأن استخدام الصواريخ في الحرب كان من اختصاص الدول، مشيراً إلى أن الإسرائيليين يتذكرون صواريخ سكود من عراق صدام حسين في العام 1991، مضيفاً أن الدول وحدها تستطيع تحمل تكلفة مكونات الصواريخ المعقدة وإنتاجها، موضحاً أنه استناداً إلى التكنولوجيا الروسية والصينية والكورية الشمالية، فقد انتشرت الصواريخ مثل السكود والغراد والكاتيوشا في جميع أنحاء العالم بعد طرحها في منتصف القرن الماضي.
ورأى التقرير أن إيران كانت أحد المستفيدين الرئيسيين، حيث قامت ببناء برنامج صاروخي وصواريخ باليستية مثيرة للإعجاب، بينما كانت خاضعة للعقوبات، حتى أنها وسعت مدى بعض صواريخها إلى أكثر من ألف كيلومتر، كما أصبحت أكثر دقة، مذكراً بأن بعدما قتلت غارة أميركية الجنرال قاسم سليماني في بداية العام 2020، ردت إيران باستهداف قاعدة أميركية في العراق.
ويشير التقرير إلى أنه لم يكن لدى الجماعات المسلحة صواريخ بعيدة المدى، لكن الدور الإيراني أتاح للمليشيات العراقية الإمداد من الخط المباشر إلى مصانع الذخيرة التابعة للحرس الثوري، وذلك بفضل سهولة اختراق الحدود مع إيران.
وتابع “تتمتع العديد من هذه المجموعات بميزة إضافية تتمثل في رعاية الدولة: فهي جزء من الحشد الشعبي التي تم دمجها كقوة شبه عسكرية حكومية في العام 2018. وفي العام التالي، تمكنوا من الحصول على صواريخ وطائرات درونز لاستهداف المنشآت الأميركية في العراق.
وساعد الدور الإيراني على “تغيير قواعد اللعبة”، وأصبحت حماس تستهدف بشكل منتظم تل أبيب، الواقعة على بعد 66 كيلو متراً من غزة.
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن حماس تمتلك الآن نحو 15 ألف صاروخ، تم تهريب بعضها من إيران، لكن غالبيتها صنعت في غزة بمعرفة إيرانية.
أما حزب الله فقد وسع ترسانته من حوالي 15 ألف صاروخ في العام 2006 إلى أكثر من 130 ألف صاروخ، على الرغم من المحاولات الإسرائيلية لاعتراض خط إمداد الحرس الثوري عبر سوريا.
وبالإجمال، اعتبر الموقع أن إيران، من خلال هذه المجموعات، باتت صواريخها تهدد الآن مساحة تمتد على 5 آلاف كيلو متر في الشرق الأوسط، من لبنان وسوريا، عبر العراق وصولاً إلى اليمن ومضيق باب المندب، مشيراً إلى أن تخطي صواريخ حماس نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي الإسرائيلي، يشكل بالنسبة للمخططين العسكريين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، معلومة مثيرة للقلق