الجمعة , 15 نوفمبر 2024
b6f45cad93.jpeg

أمريكا تكثف جهودها لحشد المجتمع الدولي لإنهاء الحرب في اليمن

“الواقع الجديد” الأحد 16 مايو 2021 / خاص

في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة جهودها لحشد المجتمع الدولي للمضي على طريق إنهاء الحرب في اليمن، أكد مُشرّعون ومحللون أميركيون أن على إدارة الرئيس جو بايدن اتخاذ

مواقف أكثر حزماً ضد ميليشيات الحوثي، لإجبارها على وقف تصعيدها العسكري على الأرض، والتجاوب مع المساعي الرامية لوقف الاقتتال.

وعقب عودته من زيارة إلى مسقط برفقة المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينج، أكد عضو مجلس الشيوخ البارز كريس ميرفي أنه حان الوقت لوقف إطلاق النار، وأن على الحوثيين الموافقة على مبادرات السلام المطروحة، والكف عن هجماتها ضد قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

واعتبر ميرفي، العضو في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، أن مواصلة ميليشيات الحوثي هجومها المستمر منذ مطلع فبراير الماضي على محافظة مأرب الاستراتيجية، يجعلها مسؤولة عن الكارثة الإنسانية التي ستنجم عن ذلك، في ضوء أن هذه المنطقة استقبلت على مدار السنوات القليلة الماضية، مئات الآلاف من اليمنيين النازحين، فراراً من المعارك الدائرة في مناطق إقامتهم.

ويحذر مراقبون دوليون من أن تواصل العدوان «الحوثي»، قد يؤدي إلى حدوث نزوح جماعي كارثي من مأرب، وهو ما يزيد من الضغوط التي تتعرض لها وكالات الإغاثة الإنسانية العاملة في اليمن، والمثقلة بالأعباء من الأصل.

وفي تصريحاته التي نشرتها صحيفة ذا هيل الأميركية، شدد ميرفي على أن الكرة الآن في ملعب الحوثيين، فيما يتعلق بقبول المبادرات التي وصفها بالمهمة لوقف الحرب، مُشدداً على أن الولايات المتحدة على استعداد، لأن تكون حاضرة ونشطة كذلك خلال أي مفاوضات قد تُجرى في هذا الشأن.

جاءت تصريحات عضو مجلس الشيوخ الأميركي، بالتزامن مع تأكيد المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوبي جوش، على أن ميليشيات الحوثي تمثل العقبة الرئيسة التي تحول دون وقف الحرب في اليمن، خصوصاً في ظل عدم اكتراثها بالخسائر الجسيمة، التي يتعرض لها اليمنيون، منذ أكثر من ست سنوات ونصف السنة.

وقبيل جلسة مرتقبة لمجلس الأمن الدولي، يُنتظر أن تُخصص لبحث تبعات مواصلة الحوثيين هجومهم العسكري على مأرب، أكد جوش أن الحوثيين لم يبدوا قط أي اهتمام بصنع السلام في اليمن، وتشبثوا بالحرب.

وشدد في مقال نشره الموقع الإلكتروني لوكالة «بلومبرج» الأميركية للأنباء، على أن المشكلة التي تواجهها إدارة بايدن تتمثل في افتقارها لـ«عصا غليظة، يتعين عليها استخدامها للتعامل مع الحوثيين، بدلاً من محاولة التحاور معهم»، والإقدام على اتخاذ خطوات حسن نية تجاههم.

يأتي ذلك فيما حذرت صحيفة الجاردن البريطانية من أن العدوان الحوثي المتواصل على مأرب يُنذر بتحويل مسار الحرب الأهلية اليمنية، إلى اتجاهات أكثر خطورة، بعدما كان القتال قد وصل إلى مرحلة من الجمود خلال العاميْن الماضييْن.

واعتبرت أن الهجوم الحوثي على المحافظة مقدمة لنقطة تحول كارثية في الحرب الدائرة في اليمن، في ضوء التبعات الهائلة التي قد تنجم عن أي استيلاء للحوثيين على هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية، على الصعيديْن العسكري والإنساني.

فالهجوم، الذي يسعى الحوثيون من خلاله للهيمنة على احتياطيات الطاقة الكبيرة الموجودة في مأرب واستغلال المحافظة في الوقت نفسه نقطة انطلاق للتوسع في جنوب وشرق البلاد، يهدد بإطلاق العنان لعمليات نزوح واسعة النطاق، تشمل مئات الآلاف من الأشخاص، الذين سبق لهم أن لاذوا بهذه المنطقة، فراراً من المعارك التي كانت قد دارت في مدنهم وبلداتهم الأصلية. وعلى الصعيد الميداني، فمن شأن السيطرة على هذه المحافظة اليمنية الواقعة على بعد نحو 170 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من صنعاء، تمكين الحوثيين من التزود بكل احتياجاتهم من الطاقة، وحرمان بقية اليمنيين.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.