“الواقع الجديد” الخميس 19 نوفمبر 2020 / ابو فارس الحوشبي
ما تزال مليشيات الإخوان اليمنية حتى اللحظة تعمد على التصعيد وتفجير الأوضاع عسكرياً في مشهد يثبت درجة الإستهتار بالإتفاقات وعدم الإكتراث لمساعي إحلال السلام، فعلى الرغم من تكبدها خسائر فادحة ومذلة وتلقيها للصفعات المؤلمة والهزائم المدوية خلال المعارك العنيفة التي اشعلت فتيلها أمام قوات الجيش الجنوبي على محيط بلدة شقرة الساحلية بمحافظة أبين إلا أنها ماتزال تكابد وتصر على البغي والعدوان.
وأقرت المليشيات اليمنية التي تخوض معركة صلف وإرهاب بإسناد عناصر من القاعدة وداعش ضد شعب الجنوب، بمقتل عدد كبير من قياداتها الميدانية البارزة ممن ينتحلون رتب عسكرية رفيعة في صفوف ما يسمى بالجيش الوطني اليمني خلال الإيام الأربعة الماضية من هذا الشهر نوفمبر 2020م.
ومنذ بدء عدوانها الهمجي البربري الأرعن في شهر أغسطس الماضي ماتزال المليشيا المدعومة من “قطر وتركيا” تواصل غيها وتمعن في إرتكاب المجازر الوحشية والإنتهاكات الإنسانية والخروقات المتعددة بإصرار حثيث من قبلها على إجتياح أرض الجنوب عسكرياً وإخضاع ابناء الجنوب لهيمنتها، إذ كثفت مليشيا الإخوان اليمنية مؤخراً من محاولاتها للتقدم صوب العاصمة “عدن” باستخدام كل الطرق والإساليب المدمرة والتخريبيه بما فيها شن هجمات غادرة بهدف إجتيار الحواجز والخطوط الدفاعية التي نصبها أبطال القوات المسلحة الجنوبية في جبهات شقرة المختلفة، لكن باءت جميع محاولات بالفشل الذريع والخيبة والإنتكاس، كما عمدت مليشيات الإخوان اليمنية على تصعيد الموقف عسكرياً وسد المنافذ أمام جهود ومساعي إحلال السلام من خلال تنفيذ هجمات غادرة عبر مسارات متعددة ومن محاور مختلفة لإستهداف مواقع القوات الجنوبية التي ترابط في محور أبين من جهة ولإفشال بنود إتفاق الرياض من جهة أخرى، إلا أن افعالها المشينة جوبهت بصلابة واستبسال منقطع النظير من قبل أبطال الجنوب الذي احبطوا مخططاتها التأمرية، كما عجزت طوال تلك المدة عن أحداث اي إنتصار او ايجاد ثغرة او اختراق تستطيع من خلالها المراوغة او أستمالة الرأي وكسب نقاط تفاوض تمنحها الأفضلية على حساب قيادة الجنوب السياسية والعسكرية الممثلة بالمجلس الإنتقالي، ناهيك عن عدم تحقيقها أي نجاحات على المستوى العسكري والميداني في ظل الصلابة الدفاعية التي تبديها أبطال قوات الجيش الجنوبي ورجال المقاومة الأشداء.
وباتت جبهات “الطرية ووادي وسلا والشيخ سالم” مسرحاً لمعارك كسر عظم بين قوات الجيش الجنوبي ومليشيا الإخوان اليمنية المدعومة من قطر وتركيا التي تستميت لإسقاط محور أبين ومن ثم التقدم ناحية العاصمة الجنوبية عدن التي ينظر إليها على أنها مفتاح للربح والمقايضه السياسية وإثبات الوجود في المعادلة واللعبة السياسية بعد ان تخلت عن كافة إلتزاماتها وتعهداتها للأشقاء في دول التحالف العربي بمحاربة المد الإيراني في المنطقة وتركت معاقلها الرئيسة في كلاً من محافظة الجوف ومأرب وسلمتها لمليشيا الحوثي وحشدت جحافلها وترسانتها العسكرية لغزو مناطق الجنوب المحررة.وبشكل يومي، باتت مليشيات الإخوان تعلن عن تشييع عشرات القادة الميدانين البارزين في المناطق الخاضعة لها، وبناء على ما تنشره وسائلها الرسمية، فقد سقط من صفوفها العشرات من الضباط والقادة الكبار الذي كانوا يمثلون أرقاماً صعبة وقادوا الكثير من المعارك في جبهات متفرقة وحصل ذلك خلال النصف الأول فقط من شهر نوفمبر الجاري.ونفذت خلال الأيام القليلة الماضية في عدة مناطق من أبين بينها “المحفد” قوات الجيش والمقاومة الجنوبية كمائن محكمة أستهدفت أرتال مجنزرات وآليات المليشيات وعناصرها الراجلة ووضعتها في فخ الخسائر البشرية الكبيرة، حيث أستغلت القوات والمقاومة الجنوبية حالة الإندفاع الكبيرة للمليشيات الإخوانية التي نجمت عن فتوى اليدومي “الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك” للتتموضع وتتمترس بوضعية الدفاع عن النفس والأرض والعرض بشكل محكم وتوقع مئات القتلى من صفوف الغزاة في مصيدة القتل والأسر، فضلاً عن اغتنام وتدمير عشرات الآليات والمدرعات والأطقم العسكرية.