((الواقع الجديد)) الاثنين 5 أكتوبر 2020م / متابعات
عجزت خطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي مولتها دولة قطر وحركتها أذرع الإخوان تحت يافطة العمل الإنساني في إيجاد موطئ قدم للتدخل في اليمن، فلجأت مخالبه لاختلاق مشاريع وهمية لا أساس لها في الواقع.
وفي أحدث تقليعات أنقرة، نشرت الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” على موقعها الرسمي وحسابها في موقع “تويتر” خبرا مختلقا لعملية تسليم مساعدات إنسانية لمطار عدن الدولي في اليمن تتكون من كاميرات حرارية مدعمة بحواسيب مستخدمة في إطار مكافحة فيروس فيروس كورونا.
و”تيكا”، هي جمعية تركية تنشط بقوة إلى جانب الهلال الأحمر التركي في اليمن في أنشطة مشبوهة أكثر منها إنسانية، وقد سعت لاستئجار مقار لها في العاصمة عدن وعدد من المحافظات وسط انتقادات مجتمعية ودولية تتهم المنظمتين باتخاذ العمل الإنساني والإغاثي مجرد غطاء للعمل الأمني الرامي لتقويض جهود التحالف العربي في المحافظات المحررة لصالح المحور القطري التركي.
وزعمت المنظمة أن العملية تمت ضمن مشروع مساعدة السلطات لمكافحة تفشي وباء كوفيد 19 مشيرة إلى أن منظومة الكاميرات الحرارية من شأنها أن تسهم في قياس درجات حرارة المسافرين وارفقت 3 صور ليست لمطار عدن الدولي.
ولقي الخبر المختلق رواجا واسعا على وسائل إعلام تركية وقطرية ويمنية تمولها قطر ويديرها الإخوان قبل أن يخرج مدير مطار عدن الدولي، عبد الرقيب العمري، في بيان رسمي ينسف تلك المزاعم الوهمية واعتبرها “كذبا متعمدا” يستهدف الزج بالمطار في أتون المماحكات السياسية.
وقال إن دول التحالف العربي قدمت مشكورة للمطار ووزارة الصحة اليمنية ومنظمة الصحة العالمية أثناء تفشي الجائحة العالمية الأجهزة والمعدات اللازمة لمجابهة الوباء، ما مكن الطواقم الطبية والعاملين في مطار عدن الدولي من التعامل مع الجائحة وفق البروتكول الدولي المعمول به في غالب مطارات العالم.
وانتقد المسؤول اليمني دور المنظمات التركية، قائلا إن “المطار ليس بحاجة إلى دعم المنظمات التي تلجأ إلى تزييف الحقائق ضمن أجندات سياسية”، مؤكدا أن وتيرة العمل تسير بشكل جيد وفق الإمكانات المتاحة”.
وشدد على أن إدارة المطار والسلطة المحلية في عدن سعت إلى تحييد المطار باعتباره منشأة مدنية تقدم خدماتها للجميع بعيدا عن أي توظيف سياسي.
عمل مفضوح
المسؤول الإعلامي في مطار عدن الدولي، عادل حمران، أكد عدم وجود أي دعم تركي، مؤكدا أن ما من جهة ممثلة لتركيا سواء عبر الهلال الأحمر التركي أو منظمة تيكا قدمت أي مساعدات، وقد أثار استغرابنا تداول الخبر على نطاق واسع في القنوات التركية والقطرية دون الرجوع والتأكد من الحقيقة وتوظيفه سياسيا.
وقال في تصريح لـ”العين الإخبارية”، إن الصور التي نشرت رفقة الخبر ليست لمطار عدن ويبدو أنها ليست في اليمن بشكل عام.
وأعرب عن اعتقاده بأن الخبر المختلق يهدف إلى الزج بالمطار في الصراع السياسي لكنه سيظل باعتباره منشأة خدمية لا تمثل أي أجندة، يقدم خدماته للمسافرين بغض النظر عن نوعه وجنسه ووطنه وعمله.
وأوضح أن تزيف الحقائق ومحاولة اختلاق مشاريع لا وجود على الأرض محاولة تركية قطرية مفضوحة، واختيار مكان حساس كمطار عدن لذلك باعتباره البوابة الرئيسية للبلاد يشيء بأهداف خفية تنفذها المنظمة التركية تحت يافطة العمل الإنساني.
وأضاف: “لن نقبل بتمرير أي أجندة أو أهداف مغلفة بعباءة العمل الإنساني على حساب منشأة خدمية إنسانية بحتة تبذل هيئته الإدارية جهودا كبيرة في سبيل خدمة الناس، بفعل دعم من مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية والصحة اليمنية ومنظمة الصحة الدولية.
مشددا على أن مركز الملك سلمان للإغاثة لم يستغل يوما هذه المساعدات لأغراض دعائية أو لأهداف سياسية.
أدوات أمنية ناعمة
وتسللت المنظمات التركية إلى واجهة المشهد اليمني المتخم بالمآسي بتسهيلات واسعة من قبل قيادات حزب الإصلاح (الذراع السياسي لتنظيم الإخوان في اليمن) في تمكين المؤسسات التركية التي تتنكر في هيئة منظمات خيرية لتنفيذ مشاريع مصحوبة بصخب إعلامي كبير في مسعى لشرعنة غطاء توغلها كجهد إنساني في مناطق خفوت ثقل الإخوان عسكريا.
وحسب ناشطين، فأن تركيز “تيكا” على مطار عدن يعد بمثابة توجه فعلي لطموحات أردوغان عبر أدوات القوة الناعمة والتي تحاول الوكالة التركية القيام به في العاصمة عدن بذريعة تقديم المساعدات والدعم للمرافق الخدمية خصوصا المنافذ الأكثر أهمية الجوية والبحرية والتي حاولت منذ بروز نشاطها أواخر عام 2018، التعاون فيها واصطدمت مخططاتها برفض من قبل السلطات في الموانئ والمطارات.
ويرى الناشط اليمني أحمد النابهي، أنه ليس لتركيا مشروع واحد يتذكره اليمنيون أو يعرفون عنه شيئاً أو سمعوا به سوى مشروع الفوضى والخراب وتمويل المليشيات الإخوانية وإنشاء أخرى، وهو مشروع يتماهى بوضوح مع نظيره الإيراني.
وقال في تصريح لـ”العين الإخبارية”، أن اللافت والمقلق حقاً هو مدى توغل أذرع تركيا في الحكومة الشرعية عبر شخصيات إخوانية تابعة لحزب الإصلاح والذي يسمح لتركيا بالتمدد حسب هواها، لدرجة الإعلان عن تنفيذ مشاريع وهمية بوقاحة منقطعة النظير ودون القلق من “نفي رسمي”.
وتستمد تركيا، طبقا للناشط اليمني، ثقتها من توغل أذرعها في مواقع حساسة بمراكز صنع القرار، تلك الأذرع التي لم تعد تخفي دعوتها للتدخل التركي في اليمن وبدأت بكشف الغطاء عنها شيئاً فشيئاً بفتح الباب لمرور ضباط مخابرات في رأس أدوات ناعمة يتصاعد نشاطها عبر الجانب الإنساني.