“الواقع الجديد” الاثنين 24 اغسطس 2020 /خاص
بعد أشهر قضاها المرتزقة السوريون الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا على جبهات القتال، رصدت تقارير صحفية حالة تذمر بين المسلحين، الذين قالوا إن أنقرة أخلفت وعدها لهم واعترفوا بارتكاب جرائم نهب لبيوت الليبيين المهجورة بسبب الحرب.
وحسب آخر إحصاءات للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تركيا أرسلت إلى ليبيا ما يزيد على 18 ألف من المرتزقة السوريين عاد منهم حوالي 7 آلاف إلى سوريا، فضلا عن نحو 10 آلاف من جنسيات الأخرى.
وينضم آلاف المرتزقة إلى الميليشيات المتطرفة التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس، التي تخطط حاليا للاستيلاء على مدينة سرت الإستراتيجية، وسط حالة ترقب دولي خفت حدتها مع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا، الجمعة.
وقال طه حمود أحد أعضاء فيلق المجد في الجيش الوطني السوري، وهو فصيل نقلت تركيا مسلحيه إلى ليبيا: “لدينا حرية حركة في مصراتة. يمكننا الخروج بمفردنا. وجدنا الكثير من المنازل المهجورة بداخلها ذهب”.
واعترف حمود في حديثه لصحيفة “إنفستيغيتيف جورنال” المتخصصة في التحقيقات الاستقصائية ومقرها لندن، بأنه ومن معه نهبوا منازل الليبيين في مصراتة، مضيفا: “هنا لم يدفعوا لنا ما وعدوا به، لذلك فهي طريقة جيدة لكسب المزيد من المال”.
وحسب الصحيفة، تلقى المرتزقة السوريون وعودا بالحصول على راتب شهري يبلغ نحو ألفي دولار مقابل القتال في ليبيا، لكن عددا كبيرا منهم قالوا إنهم يتقاضون مبالغ أقل بكثير، فيما أوضح البعض أنهم ظلوا في ليبيا لأكثر من 5 أشهر ولم يتلقوا سوى دفعة واحدة.
وكشفت أن اللقاء الذي جرى قبل أيام في ليبيا بين وزيري الدفاع القطري خالد العطية والتركي خلوصي أكار ورئيس حكومة طرابلس فايز السراج، تم خلاله الاتفاق على زيادة رواتب المرتزقة السوريين بنسبة 30 بالمئة.
لكن أحد أفراد “فرقة حمزة” المتمركزة في منطق عين زارة القريبة من طرابلس، ويدعى عمر، يرى أن هذا “مجرد كلام”.
وأضاف: “يخبرنا قادتنا أننا سنتقاضى الرواتب قريبا لكن هذا لا يحدث. ربما قالوا إنهم سيدفعون أكثر لأنهم اعتقدوا أنهم سيحتاجوننا لمهاجمة سرت، لكن لماذا يحتاجون إلينا الآن؟” في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا.
ويقول عمر إنه يحصل على معلومات من أصدقائه في سوريا أكثر مما يحصل عليه من أي شخص في ليبيا: “إنهم لا يخبروننا بأي شيء هنا. نسمع أخبارا من سوريا ونسمع شائعات أيضا. لا نعرف أي شيء على وجه اليقين حتى يحدث”.
ورغم اتفاق وقف القتال، لا تزال تركيا مستمرة في تدريب المسلحين بهدف إرسالهم إلى ليبيا على الأرجح، وفق المرصد.