السبت , 23 نوفمبر 2024
1543232333.jpeg

الفساد سرطان الاوطان

“الواقع الجديد” السبت 22 اغسطس 2020 / صالح الداعري

كلنا نعلم التركة الثقيلة التي ورثناها عن عفاش ونظامه المتمثلة بإلفساد المالي والإداري الذي طال كل مرافق وقطاعات الدولة،فعلق في أذهان الناس مفهوم خاطئ مفاده أن الفاسد هو رجل الدولة القوي الجدير بالمسؤولية،والنضيف هو الشخص الضعيف،فمن لا ينفع نفسه لا ينفع غيره حسب وصفهم.فاصبح المسؤولون يتسابقون على تحطيم ارقاما قياسية في السرقة والنهب.فمن يسرق أكثر فينال احترام اهله،وينتظره مستقبل واعد.

اضحى معلوما لدى الجميع أن الحصول على المنصب القيادي ماهو الا فرصة لنبذ الفقر، وبداية عهد جديد من الغناء والرفاهية والبذخ.بعكس ماكان عليه الحال ايام حكم الاشتراكي،حيث كنا نتعامل مع السارق والمرتشي كتعاملنا اليوم مع الرجل الهابط المنحط.

لقد اشتد عود الفساد أكثر بعد رحيل عفاش عن السلطة،ما جعلنا نترحم علئ عفاش،فلم تعد هناك من رقابة ولامحاسبة بالمطلق،فصار بامكان المسؤول أن يعمل ماشاء دون خوف اوجل. وهذا مايميز الحاضر عن ايام عفاش حيث كان عفاش يوعز لزبانيته،بقوله: اسرقوا واعملوا ما شئتم لكن لا أريد أن تصلني شكاوي من مرؤسيكم. وفي حال وصلته فانه لا يتردد في محاسبهم.

بما أن الفساد سريع الانتشار فقد طال السلطة والمعارضة وكل فئات المجتمع في بلادنا،وصار سلوكا يمارسه القاضي والشيخ والعسكري والعالم والرئيس والتاجر والمسؤول والمعلم والمواطن،بكل حرية عيني عينك. 

هاهو الانتقالي قد صار المسيطر على عدن وما حولها،ولكنه لم يستطع التخلص من تركة من حكموا قبله،فلا أحد يتحرك الا بالمال،فان كان المسؤول نضيفا فإنه غير قادر على تسيير عمله،وينفض الناس من حوله ،واولهم حراسه الشخصين.

اذا ما اتينا الى موضوع البسط على الأراضي لوجدنا الحكام الجدد أكثر شراهة من اسلافهم.في وقت كان المفروض أن يحصل العكس اذا ماكان الهدف وطن..ولكن الناس جميعهم في سباق مع الزمن،لجمع الأموال على حساب الوطن وقضيته،ومن يقل غير ذلك فإنما يغالط نفسه..

نحن عينة واحدة فيما يخص الفساد،فغالبية قيادات الانتقالي هم جزء من النظام السابق. فقط قد يتغير الحال رويدا رويدا إذا ما فعل عنصر الرقابة والمحاسبة،واحسنا اختيار القيادة العليا،واحسنت بدورها اختيار ما دونها.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.