“الواقع الجديد” الاثنين 17 اغسطس 2020 / وكالات
على الرغم من كافة الدعوات الدولية إلى التهدئة في ليبيا وسحب المرتزقة، يبدو أن تركيا لا تزال تخطط وتحشد من أجل معركة سرت، التي وصفتها مصر بالخط الأحمر.
فقد أفادت مصادر ليبية مطلعة لـ “العربية” و”الحدث” بأن وزيري الدفاع التركي خلوصي أكار والقطري خالد بن محمد العطية، يصلان إلى طرابلس، اليوم الاثنين، للقاء عدد من المسؤولين في حكومة الوفاق من أجل بحث الملفات العسكرية شرق مدينة مصراتة ووضع خطة للهجوم على سرت والجفرة .
كما ستتضمن المباحثات، بحسب المصادر ملف تطوير قاعدة عقبة بن نافع (الوطية) الواقعة في أقصي الغرب الليبي وتزويدها بمعدات عسكرية متطورة.
سرت الاستراتيجية
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام محلية أن الوزيرين سيلتقيان عدة مسؤولين في حكومة فايز السراج، في إطار الدعم القطري التركي للميليشيا غرب البلاد.
ومنذ أشهر اشترطت حكومة “الوفاق” وأنقرة السيطرة على مدينة سرت الاستراتيجية والجفرة من أجل وقف إطلاق النار بين طرابلس والجيش الليبي، والذي دعت إليه عدة أطراف دولية، فضلاً عن الأمم المتحدة.
ويتمسك الطرفان المتصارعان بالمدينة الساحلية، التي تتمتع بموقع استراتيجي يربط شرق البلاد وغربها.
وكان الجيش الليبي نفذ عمليات استطلاع بحري قبالة سواحل المدينة، التي وصفتها مصر بخطها الأحمر، ملوحة بالتدخل في حال نفذت قوات الوفاق المدعومة من أنقرة تهديداتها باقتحامها.
وتقع مدينة سرت الساحلية، مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي ولاحقاً معقل تنظيم “داعش” لفترة مؤقتة قبل تحريرها، على بعد 300 كلم من الساحل الأوروبي وفي منتصف الطريق بين العاصمة طرابلس في الغرب وبنغازي المدينة الرئيسية في إقليم برقة في الشرق.
وسيطر الجيش عليها في كانون الثاني/يناير 2020، وتمكن من دخولها من دون معركة تقريباً.
مواصلة ضخ المرتزقة
يأتي هذا فيما تواصل أنقرة نقل المرتزقة إلى ليبيا، فقد أفاد المرصد مؤخراً بارتفاع عدد المقاتلين الذين وصلوا من سوريا إلى الأراضي اليبيبة. وأوضح أن المخابرات التركية خدعت نحو 120 من مقاتلي الفصائل السورية، واتفقت معهم على العمل ضمن حماية مؤسسات مدنية في قطر، إلا أنهم عندما خرجوا من منطقة عفرين السورية إلى تركيا، اكتشفوا أن وجهتهم ليبيا بهدف دعم قوات وفصائل حكومة الوفاق في طرابلس.
عرض عسكري للمرتزقة في طرابلس
كما أضاف أن “الاستخبارات التركية نقلت 120 مقاتلاً على الأقل من فصائل “سليمان شاه وفيلق الشام والسلطان مراد” من منطقة عفرين إلى تركيا ومنها إلى ليبيا.
يذكر أنه وفقاً لإحصائيات المرصد، فإن أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، ارتفع إلى نحو 17420 مرتزقاً من الجنسية السورية، بينهم 350 طفلا دون سن الـ18، في حين عاد نحو 6000 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية.