“الواقع الجديد “الجمعة 14فبراير 2020م/خاص
حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات ملموسة طوال 5 سنوات من مشاركتها في التصدي للمشروع الإيران في اليمن.
برزت الإمارات عن غيرها من دول التحالف بصدقها وتواجدها على الأرض ومشاركة قواتها في المعارك وحسن نواياها في الدفاع عن المشروع العربي وتعرضت للخيانات من جهات كانت تعد مناهضة للمليشيات الموالية لإيران في اليمن.
لم تكتف أبوظبي بالمشاركة عسكرياً، بل تدخلت ذراعها الإنسانية “الهلال الأحمر”، وكانت خير معين لليمنيين وقدمت المساعدات في كافة المناطق المحررة.
إنجازات في مواجهة الحوثي
ساهمت الإمارات في تحرير مناطق واسعة كانت تحت سيطرة جماعة الحوثي في المحافظات الجنوبية وبعض المناطق الشمالية وحققت انتصارات كبيرة، وشارك جنودها القتال إلى جانب رجال الجيش والمقاومة، وقدمت عدداً من الشهداء والجرحى، في موقف لن ينساه اليمنيون حتى قيام الساعة.
ويرى مراقبون، أن تقدم الجبهات التي تشرف عليها الإمارات في الجنوب والساحل والغربي واستعادة مناطق واسعة في حين فشلت الجبهات الأخرى، خاصة التي تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، بل وقامت بتسليم مناطق لجماعة الحوثي ساهمت الإمارات بتحريرها منذ سنوات، هو بسبب صدقها وحسن نواياها في مواجهة المشروع الإيراني ودعمها السخي لهذه الجبهات وتطلعها لتحقيق الانتصار للشعب اليمني في مواجهة المشروع الإمامي المتخلف.
النجاحات العسكرية للإمارات والقوات اليمنية التي تشرف عليها أنهى حلم طهران في السيطرة على اليمن وخاصة بعد تحريرها للساحل الغربي ومناطقه الاستراتيجية والسواحل التي كانت تستخدمها طهران لدعم حليفها الحوثي بالأسلحة والمعونات والذي كان أبرز نجاح للتحالف العربي في اليمن من حيث التضييق على الجماعة الحوثية.
دحر الإرهاب
عقب تحرير مدينة عدن والمحافظات المجاورة سقطت تلك المدن في فوضى ما بعد الحرب أسقطت جماعات متطرفة كتنظيمي (داعش والقاعدة) محافظات ومدناً جنوبية حتى داخل العاصمة عدن.
انتظر الجميع الحكومة اليمنية الشرعية للتدخل إلا أن الحكومة التي يسيطر عليها الإخوان كانوا أبرز الداعمين لتلك العناصر المتطرفة، بحسب قيادات أمنية في مدينة عدن، حيث رفضت الحكومة التدخل والقيام بعملها في مواجهة عناصر الشر.
سقطت المكلا وشبوة وأبين ومديرية المنصورة بالعاصمة عدن، وتكررت الاغتيالات والتفجيرات التي استهدفت قيادات عسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية دون أن يرى المواطن أي تحرك للحكومة الشرعية رغم مرور أشهر على تحرير هذه المحافظات.
وقفت الإمارات، كعادتها، إلى جانب المواطن، وقامت بتدريب عدد من الألوية التي قادها رجال المقاومة، وبدأت عملية تطهير العاصمة عدن ومن ثم الاتجاه نحو المناطق الأخرى.
تمكنت قوات الحزام الأمني التي تلقت تدريبها على أيدي القوات الإماراتية من تحرير مديرية المنصورة وجميع مناطق المدينة.
كانت محافظة لحج القريبة من مدينة عدن تعيش حالة من الفوضى في ظل انتشار الجماعات المتطرفة وسط غياب تام لأي قوات عسكرية أو أمنية في المحافظة.
تمكنت قوات الحزام الأمني بإشراف ومشاركة للطيران الإماراتي من تحرير محافظة لحج خلال أيام، وتأمينها ونشر القوات في جميع مناطقها بعد تشكيل قوات من أبناء المحافظة لحفظ الأمن في مناطقهم.
اتجهت القوات لاحقاً إلى محافظة أبين التي أعلنها التنظيم الإرهابي إمارة إسلامية له ونشر فيها مقاتلوه ودارت اشتباكات عنيفة مع قوات الحزام الأمني وبمشاركة الطيران الإماراتي تم استعادة المحافظة ذات التضاريس الجغرافية الصعبة.
بحسب مواطنين في محافظة أبين، فقد عاشت المحافظة أجمل سنواتها الأمنية منذ عقود في ظل سيطرة قوات الحزام الأمني على أراضيها والتي شُكلت من أبناء المحافظة، ووصلت القوات إلى كافة المناطق في المحافظة وتأمينها وقتل وأسر العشرات من قيادات التنظيمات الإرهابية التي كانت تتخذ من المحافظة معقلا لها.
كما قامت القيادة الإماراتية بتشكيل قوات النخبة الحضرمية والشبوانية لبسط الأمن في المحافظتين اللتين تسيطر عليهما العناصر الإرهابية وخاصة مدينة المكلا التي كان التنظيم يتخذها إمارة له.
بعد معارك عنيفة مع الإرهابيين تحررت المكلا وبسطت النخبة سيطرتها على المحافظة، وكذا فعلت قوات النخبة الشبوانية، في كلا المعركتين كان الطيران الإماراتي حاضراً وبقوة.
شهدت المحافظات الجنوبية حالة من الأمن والاستقرار التي افتقدتها تلك المحافظات لسنوات، كما أشاد المجتمع الدولي بهذه الانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية ودولة الإمارات ضد العناصر الإرهابية.
كان للدور الإماراتي في مواجهة الإرهاب حضور بارز، وعم الأمن في ربوع البلاد بفضل هذه التضحيات الكبيرة التي قدمتها تلك القوات في ظل غياب الحكومة الشرعية وتنصلها عن القيام بمهامها.
يد الخير الإماراتية الممدودة لليمنيين
كانت ظروف المواطنين ما بعد الحرب مأساوية للغاية جراء انقطاع المرتبات وتهرب الحكومة عن مهامها تجاه الشعب لتمتد يد الخير الإماراتية للمواطنين لتحفيف معاناتهم.
دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أعمالها عقب الحرب ووصلت إلى جميع المواطنين في المحافظات المحررة.
قدم الهلال الأحمر المعونات للمواطنين، وتكفل بعلاج الجرحى والمرضى من اليمنيين، كما شيدت المدارس والوحدات الصحية، وقامت ببناء عدد من المساكن للمواطنين، كما في عدن ومدينة المخا.
لن ينسى اليمنيون ما قدمه الهلال الأحمر من عون لهم في أحلك الظروف، فقد وصلت مساعداته إلى كافة المحتاجين في المدن والأرياف والجبال.
دعم الهلال الأحمر المستشفيات في مدينة عدن والمحافظات المحررة بسخاء، وقام بإنشاء مستشفيات وإعادة تأهيل للكثير منها كما هو الحال لمستشفى الجمهورية بعدن والذي قدمت له ابوظبي دعما كبيرا وباحدث الأجهزة، وأصبح أكثر المستشفيات خدمة للمواطنين.
ويقول المصور الجنوبي المعروف نبيل القعيطي، عن الادوار الإماراتية في اليمن: أثناء مرافقتي للقوات الإماراتية كان بعد تحرير كل مدينة يتم دخول مساعدات إماراتية عاجلة لمواطنيها ابتداءً من العاصمة عدن، حيث كانت القوات الإماراتية تقاتل إلى جانب تدفق سفن الإغاثة إلى المدينة رغم محاولة الحوثيين استهدافها بصواريخ الكاتيوشا من التواهي وهي تنقل المساعدات في ميناء الزيت.
وأضاف القعيطي، إن الدور الإماراتي لم يكن مقتصرا على الجانب العسكري فقط وانما في الجانب الانساني كان كبيرا في إعادة ترميم وتشغيل المستشفيات والمدارس وتأثيثها والمرافق الخدمية واقسام الشرط ومؤسستي الكهرباء والمياه، وتحملت ابوظبي تسديد مرتبات موظفي الكهرباء وتدريب وتأهيل المقاومة الجنوبية والمقاومة الوطنية وتمكينهم ودعمهم في قتال الحوثي ومكافحة الإرهاب.
وتابع المصور الجنوبي القعيطي، دولة الإمارات كان لها دور كبير في علاج الجرحى ونقل الكثير منهم للعلاج في الخارج على نفقتها وايضا الحالات الإنسانية والعفيفة التي لم يظهرها الإعلام.
وأشاد القعيطي بالدور العسكري الإماراتي في اليمن، مؤكدا أنه كان لها دور كبير في تحرير المحافظات، وكانوا يتقدمون الصفوف الأمامية بدباباتهم ومدرعاتهم وطائراتهم وبكافة الأسلحة.
كما أشاد القيادي في الحراك الجنوبي “احمد الربيزي” بالدور الإماراتي في اليمن، مؤكدا بأنهم أظهروا شجاعة منقطعة النظير في الدفاع عن الأمن العربي.
وقال الربيزي: أبناء زايد ورجال الإمارات الأشاوس وما بذلوه من دماء وعرق وجهود في اليمن سنظل فخورين ومعتزين به ايما اعتزاز.
وأضاف الربيزي: الإمارات وشعبها وقيادتها ورجال قواتها المسلحة أظهروا شجاعة منقطعة النظير في واجبهم للدفاع عن الأمن العربي بشجاعة في مواجهة المد الإيراني.
الدفاعات الإماراتية
شكلت منظومة الدفاعات الإماراتية التي تم نصبها في محافظات عدن ومأرب والساحل الغربي، الأمان للمواطنين من الصواريخ الباليستية التي تطلقها جماعة الحوثي بين الحين والآخر على هذه المناطق.
ونجحت المنظومة الإماراتية في إيقاف الصواريخ الحوثية ومنع سقوطها وسط المدن واستهدافها للقوات، وكانت الحصن المنيع أمام الاعتداءات الحوثية.
وأسقطت المنظومة الجوية الإماراتية العشرات من الصواريخ والطائرات المسيرة لجماعة الحوثي التي كان سيسقط بسببها المئات من الضحايا.
تشويه للدور الإماراتي من قبل جماعات الإرهاب
تعرض الدور الإماراتي في اليمن للتشويه الكبير من قبل جماعة الإخوان في اليمن والحركات الإرهابية الموالية لها.
يرى مراقبون أن محاولة التشويه للدور الإماراتي تأتي من قبل هذه الجماعات التي على علاقة مع جماعة الحوثي ولا تريد أي سقوط لها..
وعقب الإنجازات الكبيرة للدور الإماراتي أوقفت جماعة الإخوان جميع جبهاتها مع المليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن، ودشنت حربها ضد التواجد الإماراتي خوفاً من سقوط المشروع الإيراني الذي يرتبط بمشروع جماعة الإخوان خارجياً في مواجهة المشروع العربي.