“الواقع الجديد” الجمعة 20 ديسمبر 2019م /خاص
بالرغم من مرور عاما كاملا على اتفاق ستوكهولم الذي وقع بين الحكومة الشرعية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي, ألا إن محافظة الحديدة لم تشهد أيا من أشكال السلام , ولم يحدث جديدا بشأن انسحاب المسلحين الحوثيين من موانئ ومدينة الحديدة او إزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها، وسريان هدنة أممية لوقف إطلاق النار، غير إن جماعة الحوثيين يتمسكون برفضهم لتنفيذ الاتفاق.
خروقات سافرة:
تحصد جماعة أنصار الله(الحوثيين) أرواح المدنيين بشكل يومي في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها وخاصة محافظة الحديدة غربي اليمن , ورغم أن اتفاق الهدنة الأممية جرى على أساس وقف إطلاق النار في الحديدة ألا إن الجماعة لم تعطي لذلك اعتبارا وشنت خروقات سافرة ومتواصلة بحق المدنيين تمثلت في تحشيد للمسلحين وحفر الخنادق والأنفاق, استهداف نقاط ضباط الارتباط في مدينة الحديدة, إخفاء ضابط في نقطة الارتباط أكد بلاغ العمليات باستهداف إمداد نقطة الارتباط, الاستيلاء على قوافل الإغاثة وتجويع المدنيين المحاصرين الدريهمي, استهداف مزارع المواطنين وتدمير مشروع للمياه يعمل بالطاقة الشمسية.
استهتار الحوثيين:
تتنوع خروقات الحوثي لاتفاق السويد وتتعدد طرق تنفيذها , وتبرز في ذلك عدم جدية لميليشيا في السلام ووقف إطلاق النار وتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة.
وفي تصريح لمحافظ محافظة الحديدة الدكتور الحسن طاهر , بأكتوبر الماضي , صرح فيه إن إجمالي عدد الخروقات الحوثية منذ توقيع اتفاق ستوكهولم في ديسمبر الماضي وصلت إلى 11000 خرق، ما أدى إلى مقتل 300 مدني وإصابة الآلاف بجروح، كما تسببت تجاوزات الميليشيا في نزوح 30 ألف أسرة من الحديدة وتضرر آلاف المنازل من المنازل والمدارس والمساجد، فيما عبر عن استيائه من لجوء الحوثيين في الآونة الأخيرة إلى تجنيد الأطفال ودفعهم إلى مواقعهم العسكرية في الحديدة دروعاً بشرية، بينما كشف عن لجوء الحوثيين إلى طريقة جديدة للثراء من خلال التلاعب بأسعار المشتقات النفطية.
وأشار إلى أن الهجمات والقصف الكثيف وتصعيد التسللات والاستهداف المفتوح بلا توقف يحول خروقات ميليشيا إيران إلى عملية عسكرية حقيقية وتنفذ فعلياً بتصعيد يومي للقضاء نهائياً على اتفاق السلام برعاية الأمم المتحدة.
وقال مدير المركز الإعلامي لألوية العمالقة ,أصيل السقلدي, ان ابرز الانتهاكات للمليشيات الحوثية هي عمليات استهداف المدنيين بقصفهم في منازلهم بالمدفعية والأسلحة المتوسطة واستخدام القناصة لقتل المواطنين بالإضافة إلى زراعة الألغام في جميع الأراضي الزراعية والطرقات الرئيسية والفرعية ووصل الحال الى تلغيم المنازل ومداخلها علاوة على الانتهاكات والخروقات العسكرية فهي تنفذ عشرات الخروقات بشكل يومي وتشن الهجمات محاولة احراز تقدم على القوات المشتركة تحت ضل الهدنة الأممية وكانت أخر جريمة اليوم قامت باستهداف ضباط الارتباط الذي وضعتهم الأمم المتحدة لمراقبة إيقاف إطلاق النار في مدينة الحديدة وأصيب جندي يعمل في إيصال الإمداد الغذائي لضباط الارتباط”.
استياء هادي :
ارجع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مسؤولية تعثر اتفاق ستوكهولم إلى جماعة الحوثي , واعتبر خرق الاتفاق من قبلهم بأنه وسيلة للضغط والابتزاز .
وأوضح ذلك في لقاء بسفراء دول مجموعة العشرين المعتمدة لدى اليمن قالا “اتفاق ستوكهولم يشكل أرضية جيدة للانطلاق نحو الحل الأشمل، رغم عدم مبالاة جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) بالوضع الإنساني وتحويلهم لهذا الملف إلى وسيلة للضغط السياسي والابتزاز”.
استغلال للهدنة :
صرح مدير المركز الإعلامي لألوية العمالقة, أصيل السقلدي, ما لم يتم تنفيذ اي بند من بنود اتفاق السويد من قبل مليشيات الحوثي المتنصلة عن تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فالالتزام بإيقاف إطلاق النار تنفذه قواتنا بشكل أحادي وتكتفي بالتصدي للهجمات الحوثي على مواقعها ”
وأضاف “مليشيات الحوثي استغلت الهدنة الأممية لتعزيز مواقعها وجلب الأسلحة والأفراد بكل حرية بعيد عن الغطاء الجوي او المدفعي الذي كانت تفرضه قوات التحالف العربي والقوات المشتركة والتي كانت تشل حركة مليشيات الحوثي الإرهابية”.
وعن موقف القوات المشتركة أمام الخروقات الحوثية في الحديدة قال السقلدي ” القوات المشتركة مستمرة في الالتزام بما تم الاتفاق عليه ومنفذة لإيقاف إطلاق النار وإيقاف العمليات العسكرية فهي حتى لا تقوم بالرد على القصف والاستهداف الحوثي لمواقعها ولكنها تتصدى لهجمات المليشيات وتكبدها خسائر فادحة في العتاد والأرواح حيث سقط أكثر من 120 من مليشيات الحوثي بين قتيل وجريح اثر تصدي القوات المشتركة لهجمات حوثية خلال الشهر الأخير”
استماتة الحوثيين:
ترفض جماعة الحوثي تنفيذ ما وقعت عليه في اتفاق ستوكهولم وتستميت تحمل المسؤولية أمام الحكومة والمبعوث ألأممي وتزيح اللوم عن عاتقها إزاء ذلك , وفي صورة واضحة للهروب من تحمل المسؤولية وأرجح محمد عبدالسلام أن هناك غارات التحالف وهي من أفشلت تنفيذ الاتفاق
موقف الأمم المتحدة:
رغم الفشل المريع الذي يصفه الكثيرين عن اتفاق ستوكهولم ألا أن المبعوث ألأممي لدى اليمن مارتن يشدد على أن الأمم المتحدة لن تتخلي عن بنود اتفاق ستوكهولم الذي وقعته الحكومة اليمنية مع الحوثيين قبل نحو عام، وتعثر
وصرح مارتن لأحد المواقع الاخبارية قبل ايام قالا “الأمم المتحدة لن تتخلى عن الاتفاق (استوكهولم)”.
وأضاف المبعوث ألأممي: “أعتقد أننا خرجنا من اتفاق ستوكهولم بأمل كبير، وتلاشى بطرق عديدة، ولكن أحرزنا أيضا بعض الإنجازات الكبيرة”.
وتابع: “علينا أن نعالج القضايا الأساسية المتمثلة في السيادة والشرعية من خلال اتفاق لإنهاء الحرب”.
وقال إنه “لا يوجد أي احتمال لتحقيق تقدم عسكري، ..لا يوجد شيء يمكن كسبه في ساحة المعركة، وهناك انتصارا كبيرا بالطبع يمكن تحقيقه على ساحة المفاوضات”.
بنود الاتفاق :
وفي ظل تعثر الاتفاقات نشير إلى ابرز بنود الاتفاق التي تعثر تنفيذها من قبل الحوثيين اتفاق ستوكهولم ووقعت بنوده من قبل الحوثيين على الالتزام بالتالي: إعادة انتشار للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ, ازالة جميع المظاهر العسكرية المسلحة في المدينة, انشاء لجنة تنسيق اعادة انتشار مشتركة ومتفق عليها برئاسة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار, ايداع جميع إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في البنك المركزي اليمني للمساهمة في دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية بالمحافظة, انسحاب مليشيا الحوثي من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى شمال طريق صنعاء خلال مدة 14 يوما من الاتفاق خارج مواقع حدود المدينة الشمالية خلال مدة 21 يوما من الاتفاق, إشراف لجنة تنسيق إعادة الانتشار على عمليات إعادة الانتشار والمراقبة وعملية إزالة الألغام, تامين المدنية والموانئ والصليف ورأس عيسى يقع على عاتق قوات الأمن وفقا للقانون اليمني وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها