((الواقع الجديد)) الأربعاء 29 إبريل 2020م / متابعات
روت ناشطات يمنيات، لوكالة “أسوشيتد برس”، تفاصيل صادمة لما تعرضن له على يد المليشيا الحوثية من اختطاف وتعذيب واغتصاب في سجون الحوثي السرّية بصنعاء، بعد اختطافهن من منازلهن بالقوة.
ونقل التقرير رواية سميرة الحوري، رئيسة مفوضية “يمنيات”، التي قالت إنها كانت تجهل ما كان يعتري رفيقاتها بعد اختفائهن لشهور ثم عودتهن للظهور، وقد آثرن الانسحاب من الحياة العامة ورفضن ذكر المكان الذي اختفين فيه.
كانت الإجابة الوحيدة التي تتلقاها عندما تتوجه إلى منزل إحدى صديقاتها للسؤال عنها “إنها مسافرة”.
لكن الحوري سرعان ما اكتشفت ذلك بنفسها، عندما اقتادها 12 جنديا تابعا للتمرد الحوثي من منزلها في العاصمة صنعاء فجرا.
وأشار التقرير إلى أن الحوري اقتيدت إلى قبو مدرسة حولها المتمردون الحوثيون إلى معتقل، كانت زنزاناتها القذرة مليئة بالناشطات المعتقلات.
وكشفت الحوري، لـ”أسوشيتد برس”، أنها تعرّضت خلال فترة الاختطاف للتعذيب الجسدي والنفسي، بطريقة بشعة، ومنها التعذيب بالكهرباء، والضرب حتى سال الدم من جسدها وكنوع من التعذيب النفسي، وضعوها على قائمة الإعدامات لكنهم ألغوا الحكم في اللحظات الأخيرة.
وأشارت إلى أن كثيرا من النساء ما زلن يتعرضن للإهانة والتعذيب في تلك السجون حتى اللحظة، دون أن يعلم أحد عنهن شيئا، ولا يستطيع أهاليهن الوصول إليهن.
وبحسب التقرير كانت النساء اللاتي تجرأن على معارضة الحوثي، أو حتى العمل في المجال العام، أهدافا لحملة القمع المتصاعدة التي شنها الحوثيون.
وقالت الحوري (33 سنة) التي ظلت رهينة الاعتقال 3 أشهر حتى اعترفت أمام الكاميرا بتهم الدعارة الملفقة: “كان وضع بعضهن أسوأ مني”.
وأشار التقرير إلى أن النساء خضن غمار السياسة في اليمن نتيجة لمقتل الرجال في المعارك أو اختفائهم في غياهب المعتقلات في صراع دخل الآن عامه السادس.
وتقوم النساء بتنظيم وقيادة الاحتجاجات أو العمل في المنظمات الدولية، وهو ما يعتبره الحوثيون تهديدا لهم.
اعتقال النساء أو الإساءة إليهن أمر تأباه التقاليد القبلية اليمنية وتعتبره محرما، لكن تلك المحرمات انتهكتها آلة الحرب الحوثية.
ونقل التقرير عن رشا جرهوم، مؤسسة مبادرة مسار السلام، التي تسعى لإشراك النساء في محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة الشرعية، أن “هذه الحقبة هي أحلك الفترات التي تمر بها المرأة اليمنية”.
ووفقاً لمنظمات حقوقية متعددة، تشير التقديرات إلى احتجاز ما بين 200 و350 سيدة في منطقة صنعاء وحدها.
نورة الجروي، رئيسة تحالف نساء من أجل السلام في اليمن، وثقت 33 حالة اغتصاب وحالات عجز حدثت للنساء بسبب التعذيب.
كما استمعت “أسوشيتد برس” إلى رواية 6 معتقلات سابقات تمكن من الفرار إلى القاهرة، مشيرة إلى أن التقرير الحديث الذي صدر عن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة يدعم رواياتهن حول الانتهاكات التي تعرضن لها على يد الحوثي.
وتعرضت إحدى السيدات، وهي معلمة تاريخ سابقة، طلبت عدم الكشف عن هويتها لحماية أسرتها في اليمن، أنها اقتيدت إلى فيلا في ضواحي صنعاء، في مكان بعيد للغاية، وأن ثلاثة ضباط ملثمين تناوبوا على اغتصابها.
ناشطة معتقلة أخرى، تدعى برديس الصياغي وهي شاعرة بارزة، انتقدت قمع الحوثيين، وأشارت إلى أن نحو 120 سيدة لا تزال قيد الاحتجاز هناك.
وقالت الحوري والصياغي إن رئيس قسم التحقيقات الجنائية التابعة للحوثي، سلطان زابين، كان يستقدم بعض “الفتيات الجميلات” من المدرسة لاغتصابهن في بعض الليالي.
وحددت لجنة خبراء الأمم المتحدة زابين على أنه يدير موقع احتجاز غير معروف، حيث تعرضت نساء للاغتصاب والتعذيب.
وقالت الجروي ومعتقلات سابقات إنه تم استخدام فيللتين على الأقل في شارع تعز لاحتجاز نساء، إلى جانب مواقع أخرى حول العاصمة، بما في ذلك شقق سكنية ومستشفيين وخمس مدارس.
وتقول المعتقلات إن الحوثيين يهدفون لإذلالهن بالاغتصاب ومزاعم البغاء.
وعندما تم إطلاق سراح معلمة التاريخ في مارس/ آذار 2018، تركت عند ممر بأحد الشوارع، ورفضت عائلتها رؤيتها خوفا من العار.
وتقول الحوري: “ما زالت هناك فتيات في السجن. عندما أخلد إلى النوم، أسمع أصواتهن. أسمعهن يتوسلن. سميرة، أنقذينا”.