“الواقع الجديد” الأربعاء 11 ديسمبر 2019م /خاص
بعدما رفعت سعر الإنترنت بنسبة تجاوزت 130 في المائة، أقدمت الجماعة الحوثيةعلى إصدار قرار جديد يقضي بإجبار ملاك شبكات الإنترنت المحلية على تعميم بإزالة الشبكات خلال 24 ساعة، وهو ما يعني إغلاق مصدر رزق عشرات آلاف الأسر.
وفي حين أثار القرار استياء واسعاً في الأوساط اليمنية ولدى ملاك الشبكات في جميع المناطق التي ترزح تحت وطأة ميليشيات الحوثي، أفادت تقارير بأن عدد هذه الشبكات المستهدفة بالتعسف الحوثي يزيد على 50 ألف شبكة. وصرح عدد من مالكي شبكات الإنترنت في صنعاء لـالشرق الأوسط بأنه لا أحد سيتنازل عن لقمة عيشه بهذه السهولة وأن هذا القرار الحوثي ستترتب عليه انتفاضة عارمة ضد جماعة استساغت الظلم والابتزاز والنهب». وأوضحوا أنه لم يمر سوى أشهر من الحملات التي نفذتها الجماعة على أصحاب شبكات (الواي فاي) وابتزازهم حتى رفعت الوزارة سعر التعريفة بشكل خيالي، وذلك قبل أن تقوم أخيراً باتخاذ قرار إلغاء الشبكات ومصادرة أجهزة البث.
وأكد الملاك أنهم لن يسمحوا بقطع أرزاقهم وسوف يصعدون بكل الطرق في مواجهة التعسف الحوثي، مشيدين في الوقت نفسه بوقوف النقابة الوطنية للشبكات إلى صفهم. ويقول أبو رامي الذي يملك شبكة واي فاي في منطقة حزيز جنوب صنعاء: صبرنا على انقطاع الراتب والكهرباء والماء، والآن يريدون قطع الإنترنت علينا بحجج واهية لا تدخل العقل.
وفي الوقت ذاته الذي ينتفض فيه ملاك الشبكات ضد الهجمات والممارسات التي تنفذها الجماعة الحوثية يئن المواطنون من ارتفاع قيمة استهلاك الإنترنت المنزلي، حيث يتم استنزاف الرصيد بصورة جنونية، بحسب ما يؤكده السكان في العاصمة المختطفة.
ويقول المستخدمون إنهم بدأوا منذ نحو 3 أشهر يفاجأون بسرعة استهلاك الرصيد في حين كانوا سابقاً يكملون اشتراكهم الشهري دون أن تنفد الباقات الخاصة بهم. ويشكو مستخدمو الإنترنت من سوء خدمة الإنترنت، حيث يرون أن الإنترنت في صنعاء هو الأغلى والأبطأ في العالم، حيث تدفع قيمة الخدمة، بزيادة على سعرها الحقيقي بأضعاف، ومع ذلك لا تجد خدمة ولا سرعة. ويقول إبراهيم (أحد المستخدمين في حي حدة): «أشتري كارت شبكات بـ250 ريالاً (نحو نصف دولار)، لكن الرصيد ينفد في ظرف ساعة دون أن تتمكن من تصفح أي شيء، فالمسألة صارت ضياعاً للوقت والجهد والمال».