((الواقع الجديد)) الجمعة 10 فبراير 2017م/المكلا
يصاب بعض منا بأنواع مختلفة من الحساسية، منها حساسية الطعام، أو حساسية الصدر والجيوب الأنفية، أو حساسية الجلد، وفي بعض الأحيان قد لا يمكن تحديد مثيرات الحساسية، لذا يلجأ الطبيب لإجراء اختبارات الحساسية الجلدية، وفيها يتم تعريض الجلد للمواد التي يشتبه بتسببها للحساسية (مثيرات الحساسية)، ثم تتم مراقبته من حيث ظهور أعراضٍ لحدوث تفاعل حساسية.
وإضافةً إلى تاريخك المرضي، ربما تتمكن اختبارات الحساسية من تأكيد ما إذا كانت مادةٌ ما تلمسها أو تستنشقها أو تأكلها تسبب الأعراض أم لا.
* دواعي الإجراء
يمكن أن تساعد المعلومات المأخوذة من اختبارات الحساسية طبيبك في وضع خطة علاجٍ لها تتضمن تجنب مثيرات الحساسية أو استخدام الأدوية أو حقن الحساسية (العلاج المناعي).
تُستخدم اختبارات الحساسية الجلدية على نطاقٍ واسعٍ للمساعدة في تشخيص حالات الحساسية، ومنها:
– حمى القش (حساسية الأنف).
– الربو التحسسي.
– التهاب الجلد (الأكزيما).
– حساسية الغذاء.
– الحساسية للبنسلين.
– الحساسية لسم النحل.
– حساسية اللاتكس.
إن اختبارات الجلد آمنةٌ عامةً للبالغين والأطفال بجميع أعمارهم بمن فيهم الرّضع. لكنه لا يوصى بهذه الاختبارات في حالاتٍ محددة. فقد لا يوصي طبيبك باختبار الجلد في الحالات التالية:
– إذا سبق أن حدث لديك تفاعل حساسيةٍ حاد
ربما تكون حساسًا لمواد محددةٍ لدرجة أنّ أقلّ الكميات المستخدمة في اختبارات الجلد يمكن أن تثير تفاعلاً يهدد الحياة (فرط الحساسية).
– إذا كنت تتناول أدويةً قد تتداخل مع نتائج الاختبار
وتتضمن هذه الأدوية مضادات الهيستامين والكثير من مضادات الاكتئاب، إضافةً إلى بعض أدوية حرقة القلب. ويمكن أن يقرر طبيبك أنه من الأفضل الاستمرار في تناول هذه الأدوية بدلاً من التوقف عنها مؤقتًا من أجل التحضير لاختبار الجلد.
– إذا كنت تعاني من أمراضٍ جلديةٍ محددة
إذا كانت الحالة الحادة من الأكزيما أو الصدفية منتشرةً على مساحةٍ واسعةٍ من الجلد على ذراعيك وظهرك ـ وهما الموقعان المعتادان لإجراء الاختبار ـ فقد لا تتسنّى مساحةٌ واضحةٌ بما فيه الكفاية من الجلد السليم لإجراء اختبارٍ فعال. ويمكن أن تسبب أمراضٌ جلديةٌ أخرى، مثل كتوبية الجلد، نتائج غير موثوقة.
ربما تفيد اختبارات الدم (اختبارات قياس كمية الأجسام المضادة للغلوبين المناعي E داخل المختبر) أولئك الذين لا ينبغي عليهم الخضوع لاختبارات الجلد. ولا تتم اختبارات الدم بنفس القدر الذي تتم به اختبارات الجلد لأنها قد تكون أقل حساسيةً وأكثر تكلفةً منها.
وبصفة عامة، تُعد اختبارات الحساسية الجلدية أكثر موثوقيةً في تشخيص الحساسية للمواد المحمولة في الهواء، مثل حبوب اللقاح ووبر الحيوانات الأليفة وعثة الغبار. وقد يساعد اختبار الجلد في تشخيص الحساسية الغذائية. ولكن نظرًا لأنّ الحساسية الغذائية يمكن أن تكون معقدة، فقد تحتاج إلى اختباراتٍ أو إجراءاتٍ إضافية.
* المخاطر
إنّ أكثر الآثار الجانبية لاختبار الجلد شيوعًا هو ظهور أجزاء حمراء متورمةٍ قليلاً وتثير الحكة (بثرات). وربما تكون هذه البثرات أكثر وضوحًا أثناء الاختبار. ولكن يمكن أن تظهر لدى بعض الأشخاص منطقة تورمٍ واحمرارٍ وحكةٍ بعد بضع ساعاتٍ من الاختبار وتستمر حتى لفترةٍ تصل إلى يومين.
وفي حالاتٍ نادرة، يمكن أن تسبب اختبارات الحساسية الجلدية تفاعل حساسيةٍ حادًّا وفوريًّا، ولذا فمن المهم الخضوع لاختبارات الجلد في عيادة طبيب تتوفر فيها معداتٌ وأدوية ملائمة لحالات الطوارئ.
اختبارات الحساسية.. أنواع متعددة
* خطوات وأنواع الاختبارات
عادة يتم إجراء اختبار الجلد في عيادة الطبيب. وعامة يتولى ممرضٌ إجراء الاختبار، بينما يفسر الطبيب النتائج. ويستغرق ذلك في العادة نحو 20 إلى 40 دقيقة. وتكشف بعض الاختبارات تفاعلات الحساسية الفورية، والتي تنشأ خلال دقائق من التعرض لمثير الحساسية. بينما تكشف اختباراتٌ أخرى تفاعلات الحساسية المتأخرة، والتي تنشأ خلال بضعة أيام.
– أنواع الاختبار
1. اختبار وخز الجلد
يفحص اختبار وخز الجلد، والذي يسمى أيضًا اختبار الثقب أو الخدش، مدى وجود تفاعلات حساسيةٍ فوريةٍ تجاه 40 مادةً مختلفةً في وقتٍ واحد. وعادةً يتم إجراء هذا الاختبار لتحديد الحساسية لحبوب اللقاح والعفن ووبر الحيوانات الأليفة وعثة الغبار والأطعمة. ويتم إجراء هذا الاختبار لدى البالغين في منطقة الساعد عادة. بينما يمكن إجراؤه لدى الأطفال في أعلى الظهر.
لا تسبب اختبارات الحساسية الجلدية الألم. وفي هذا الاختبار، يتم استخدام إبر (مشارط) بالكاد تخترق سطح الجلد. ولن يصيبك أي نزفٌ، كما أنك لن تشعر بأكثر من توجع خفيفٍ يدوم للحظات.
وبعد تنظيف موقع الاختبار بواسطة الكحول، يرسم الممرض علاماتٍ صغيرةٍ على البشرة ويضع قطرةً من مستخلص مثير الحساسية بجانب كل علامة. وبعد ذلك، يَستخدم المشرط لوخز المستخلصات ودفعها إلى داخل سطح الجلد. ويتم استخدام مشرطٍ جديدٍ من أجل كل مثيرٍ للحساسية.
ولمعرفة ما إذا كان جلدك يتفاعل على نحو طبيعي، يتم خدش سطحه بواسطة مادتين إضافيتين:
– الهيستامين. تُسبب هذه المادة استجابة بالجلد لدى معظم الأشخاص. وإذا لم تظهر أي ردة فعلٍ تجاه الهيستامين، فقد لا يكشف اختبار الحساسية الجلدية عن وجود حساسيةٍ حتى وإن كنت مصابًا بها.
– الجليسيرين أو المحلول الملحي. لا تسبب هاتان المادتان أي تفاعل لدى معظم الأشخاص. فإذا حدث تفاعل لديك تجاه الجليسيرين أو المحلول الملحي، فقد تعاني من بشرةٍ حساسة. ويجب تفسير نتائج الاختبار بحذرٍ لتجنب التشخيص الخاطئ للحساسية.
وبعد وخز الجلد بنحو 15 دقيقة، يراقب الممرض جلدك من حيث وجود علاماتٍ لتفاعلات الحساسية. وإذا كنت حساسًا تجاه أحد المواد المختبرة، فسوف تظهر لديك منطقة صغيرة متورمة حمراء تثير الحكة (بثرة) تبدو أشبه بلدغة بعوضة. بعد ذلك، يقيس الممرض حجم البثرة.
وبعد أن يسجّل الممرض النتائج، يقوم بتنظيف البشرة بالكحول لإزالة العلامات.
2. اختبار حقن الجلد
ربما تحتاج إلى اختبارٍ يتم فيه استخدام إبرة لحقن كميةٍ صغيرةٍ من مستخلص مثير الحساسية داخل الجلد في ذراعك (اختبار داخل الأدمة). يتم فحص موقع الحقنة بعد حوالى 15 دقيقة من حيث وجود علاماتٍ لتفاعل حساسية. وقد يوصي طبيبك بهذا الاختبار لفحص وجود حساسيةٍ لسمّ الحشرات أو البنسلين.
3. اختبار الرقعة
يتم عامة إجراء اختبار الرقعة لمعرفة ما إن كانت مادةٌ محددةٌ تسبب تهيج الجلد التحسسي (التهاب الجلد اللمسي) أم لا. ويمكن أن تكشف اختبارات الرقعة تفاعلات الحساسية المتأخرة، والتي يمكن أن يستغرق حدوثها عدة أيام.
لا يتم استخدام أي إبر في اختبار الرقعة. ولكن، يتم وضع مثيرات الحساسية على رقعاتٍ توضع بعدها على الجلد. وأثناء اختبار الرقعة، يمكن تعريض الجلد إلى عدد من 20 إلى 30 مستخلصاً من مواد يمكن أن تسبب التهاب الجلد اللمسي. ويمكن أن تتضمن هذه المواد اللاتكس والأدوية والعطور والمواد الحافظة وأصبغة الشعر والمعادن والراتينج.
يتم وضع الرقع على ذراعك أو ظهرك لمدة 48 ساعة. وخلال هذا الوقت، ينبغي عليك تجنب الاستحمام والأنشطة التي تسبب التعرق بغزارة. ويتم نزع الرقع عند عودتك إلى عيادة الطبيب. ويمكن أن يشير تهيج البشرة في موقع الرقعة إلى وجود حساسية.