السبت , 23 نوفمبر 2024
img-20170204-wa0011

تنسيقية طلاب مدينة الشحر تقيم حفلها التوديعي الثالث لعدد (350) خريج وخريجة للعام 2015-2016 ((صور))

((الواقع الجديد)) السبت 4 فبراير2017 / الشحر – حضرموت

تقرير/ عدنان باسويد
تصوير/ أحمد باطرفي

عندما تكون الحروف تائهة على الشفاه، فيعقد معها الكلام، ينبثق الشعر فيتغلغل الدفء إلى الأعماق.. يتسرب من ثقوب الأيام مزيج من عطر الأمسيات الباقية، وتتفتح زهيرات للأمل وتطير الحروف حتى تنبلج في الفضاء، لتمنح ضوءاً مشمساً، فننسج من خيوط الشمس ونسطّر الشعر بلا كلمات، ونقدم للأيام بهائها وللحنين تألقه.. نزداد إبتهاجاً وإشتعالاً وننطلق صوب موانيء الفرح، ونقدم أجمل معاني الوفاء والتقدير.

يوم الجمعة الموافق 3 فبراير 2017، بنادي سمعون الرياضي الثقافي الاجتماعي الواقع في عاصمة حضرموت للتراث الفني مدينة الشحر، أو كما يناديها محبوها بـ”سُعاد”.. وبعد رعاية كريمة من محافظ محافظة حضرموت اللواء الركن/ أحمد سعيد بن بريك، تشرفت تنسيقية الطلاب الدارسين في الجامعات والمعاهد بمديرية الشحر، بإقامة حفلها التوديعي الثالث لعدد (350) خرّيج وخرّيجة من طلاب جامعة حضرموت والمعاهد بمديرية الشحر، للعام الدراسي 2015-2016.

أشارت الساعة إلى الرابعة عصراً لهذا اليوم، ليُطل علينا ذلك الأنيق المبتسم؛ مقدم الحفل الاعلامي والمذيع المتألق “عمار جمال”، ويعلن من على خشبة المسرح عن إنطلاق فقرات الحفل، هاتفاً في الحاضرين مُرحّباً بهم؛ قيادات السلطة المحلية والأكاديميين ومدراء المرافق والشخصيات الاجتماعية وأهالي الخريجين والأصدقاء.

بدأ الحفل.. وموكب الحياة يسير مسرعاً عبر خيوطه الرقيقة.. لتهب الرياح الدافئة، وننشر عبق الحروف وعطر الكلمات، ونزفها حناناً إلى حقول الوجدان في هذا اليوم، ونطوف على أجنحة الخيال إلى عالم سرمدي الجمال، لنرسم صورة زاهية في هذا الحفل البهيج، حيث إستمعنا إلى أول رشة عطر من كلام الله عز وجل، تلاها الخريج احمد حمدان.

وبعد ذلك أقبل شبابنا الخريجين بين الحضور في صف مستوٍ كالسفينة التي تمخر عباب البحر المتلاطم بأمواجه العاتية، وكلها ثبات ورباطة جأش، على تحدي الصعاب وتجاوز العقبات، لتصل إلى بر الأمان، وترسو في ميناء الإخاء، بعد ان غامرت وصبرت وصابرت.

قدمت فرقة نجوم حضرموت أول فقراتها في الحفل، وهي عبارة عن رقصة تراثية لاقت إستحسان الحضور. ثم كلمة تنسيقية الطلاب ألقاها الطالب/ حذيفة عارف باحيدرة رئيس تنسيقية الطلاب بالشحر، رحب فيها بالحضور، وشكر خلالها السلطة المحلية متمثلة بالمهندس أمين بارزيق إمتناناً لدوره الملموس.

وعقب ذلك شاركت فرقة زهرات نور الأمل برقصة رائعة لاقت إستحسان الحاضرين. ثم كلمة السلطة المحلية ألقاها المهندس أمين بارزيق مدير عام مديرية الشحر، تحدث خلالها بالدور الذي تلعبه السلطة في متابعة شئون الطلاب، ودعا كل رجال الأعمال على دعم صندوق تنسيقية الطلاب في المديرية، وتحمّل أعباء النقل، حيث أسهم المحافظ في التخفيف من تكاليف النقل للطلاب.

ولم تنتهي فقرات الحفل عند هذا الحد.. بل شهد فقرات متنوعة؛ حيث شارك الخريج المنشد عبدالله عوض بخضر بإنشودة رائعة عنوانها “التخرج”، ولوحة راقصة أبدعت في تنفيذها فرقة نجوم حضرموت للرقص الشعبي، نالت إعجاب الجميع.

كما قدم نجمي الكوميديا المخضرمين؛ عبدالله بلقرع (زبيو)، و عبدالله حوري (مرزوق) مسابقة للجمهور، تم خلالها توزيع جوائز للأطفال.

فقرة المسرح والكوميديا نالت وقتها كذلك، حين قدمت فرقة نجوم حضرموت بقيادة المخضرم زبيو وبمشاركة المبدعين؛ أسعد عبدالخالق و محفوظ طائع و مرزوق، مسرحية كوميدية هادفة جعلت من الجماهير تنهال ضحكاً وتصفيقاً لتلك اللوحة المذهلة.

بعدها شاركت فرقة زهرات نور الامل بعرض راقص أبدعت في تنفيذه بإمتياز. ثم قصيدة شعرية للشاعر منير مفلح أشعلت أبياتها المستمعين من الحضور.

وإستمرت فقرات الحفل؛ حيث ألقى المهندس سامح جمعان باسويد كلمة الخريجين، وأوضح فيها عن المتاعب التي عانى ويعاني منها الطلاب بسبب بُعد المسافة عُقب إغلاق طريق الضبة، وكذا الظروف التي مرت بها البلاد. كما قدم كلمة شكر للسلطة المحلية والجنود المجهولين أعضاء تنسيقية طلاب الشحر الدارسين في الجامعات والمعاهد بمحافظة حضرموت.

بعدها صعد إلى خشبة المسرح الفنان المعروف عدنان العطاس، صادحاً بصوته على أروع الإيقاعات وأعذب الألحان، ليطرب الساحة بأنغام هزت الحاضرين فرحاً وإبتهاجا.

زكريا بابعير صاحب الأفكار الكوميدية الممزوجة بخفة دم ودُعابة، لم يغيب عن مدينة سعاد.. كعادته أحَب ان يشارك زملاءه آتياً من مدينة المكلا، ليُطل على محبيه ومتابعيه بمشهد كوميدي أدخل البسمة في شفاه الحضور.

حتى جاءت لحظة تكريم الخريجين، وهي اللحظة التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، حيث تم تكريم المحافظ وقيادة المنطقة العسكرية الثانية، وكذا الأكاديميين والشخصيات والطلاب، لتشتعل الساحة هِتافاً وتصفيقاً في لحظات فرائحية قل مانراها، جعلت من حفل التخرج حفلاً راقياً يحمل وساماً وفخراً يقتدى به، حيث عمّت الفرحة وإنتشرت الإبتسامات والضحكات إبتهاجا.. ليختتم الحفل في تمام الساعة الثامنة مساء، بصوت مقدّم الحفل المبدع عمار جمال.

وبعد إنتهاء الحفل؛ إنتشر الأهالي والأبناء والأصدقاء، فهذا ينظر إلى ابنه بحبض واحترام، وذاك ينتظر المصوّر لكي يأخذ له صورة تذكارية، وآخر يحمل باقة ورد يبحث بين جموع الخرّيجين عن ابنه أو ابنته؛ ليمنحها هذه الباقة المعطّرة بحبّه واحترامه لها.

ها قد انطوت صفحة من صفحات الحياة، صفحة كان فيها الجد والاجتهاد رفيقاً على الدوام، وجاءت لحظة توديع آخر عام من الدراسة والتعب والجهد، ليحين وقت الحصاد، يحصدون فيه ثمرة إجتهادهم، مودّعين فيه لحظات ضحكات الرفاق، رافعين فيها قبعات الاحترام للأساتذة، للحضور من الأهالي والاصدقاء، يودعون فيها خطوة من خطوات الحياة، والتي لطالما حلموا ومضوا في سبيل تحقيقها.

img-20170204-wa0013

img-20170204-wa0012

img-20170204-wa0016

img-20170204-wa0018

 

img-20170204-wa0033

img-20170204-wa0022

img-20170204-wa0009

img-20170204-wa0034

img-20170204-wa0007

img-20170204-wa0023

img-20170204-wa0015

img-20170204-wa0019

img-20170204-wa0036

img-20170204-wa0020

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.