((الواقع الجديد)) الثلاثاء 31 يناير 2017م/المكلا
من الممكن أن يرفض المصابون بمرض فقدان الشهية العصبي الاعتراف باصابتهم.
الأشخاص المصابون بمرض فقدان الشهية العصبي يكذبون من أجل عدم الاضطرار إلى الأكل وارتفاع الوزن, الأمر الذي يعني تجاهل المرض. لذلك على أبناء العائلة أو الأصدقاء عدم التنازل وعدم الخضوع لرغبة المصابين بفقدان الشهية العصبي.
نصف الأشخاص الذين يعانون من مرض فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa)، تقريباً، تتطور لديهم في نهاية الأمر أعراض (تصرفات نهم – تقيؤ) كتلك التي تظهر باضطراب طعامي اخر يسمى مرض النهام العصابي (Bulimia Nervosa).
فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) الحاد أو المستمر قد يؤدي إلى ظهور مضاعفات طبية أخرى, مثل:
تخلخل العظم (Osteoporosis), الذي يحدث نتيجة نظام غذائي فقير بالكالسيوم، بالإضافة إلى كميات فائضة من الكورتيزول (Cortisol) وكمية قليلة جداً من الاستروجين (Estrogen) في الجسم.
مرحلة المراهقة هي المرحلة الأكثر أهمية من ناحية بناء كتلة العظام في الجسم، إضافة إلى الإصابات في بالمفاصل, نتيجة ممارسة مفرطة للنشاط الجسماني.
كسور العظام شائعة الظهور لدى ممارسات النشاط البدني اللاتي يعانين من اضطرابات في الأكل, بالإضافة إلى هشاشة (انخفاض) كتلة العظام وعدم انتظام العادة الشهرية (هذه الظاهرة تسمى متلازمة ثالوث الإناث الرياضي – The Female Athlete Triad ).
الأنيميا (فقر الدم)مشاكل وظيفية في الكبد, تنشأ غالباً نتيجة جفاف مستمر أو استعمال خاطئ للمسهلات (مواد مسهلة).
مشاكل في القلب، مثل التباطؤ أو عدم الانتظام في وتيرة نبض القلب (اضطرابات نظم القلب) وانخفاض ضغط الدم (Hypotension).
ثقوب في الأسنان أو فراغ نسيج السن.
إذا لم تتم معالجة هذه المشاكل الصحية فمن شأنها أن تؤدي حتى إلى الموت. ما يقارب 15% من مجمل المصابين بمرض فقدان الشهية العصبي يموتون في نهاية الأمر نتيجة مضاعفات سوء التغذية أو قد يصلون حد الانتحار.
لكن إعادة تنظيم عادات الأكل الصحية والتشديد على نظام غذائي سليم, يمكن أن تؤدي إلى تخفيف الأضرار التي نجمت عن مرض فقد الشهية.
ما الفرق بين فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) والنهام العصبي (Bulimia Nervosa)؟
الأشخاص الذين يعانون من مرض فقدان الشهية العصبي يقدمون على تجويع أنفسهم, يمتنعون عن استهلاك الأغذية ذات السعرات الحرارية المرتفعة وينشغلون بممارسة النشاط الجسماني بشكل قهري. أما الأشخاص الذين يعانون من النهام العصابي فيستهلكون كميات كبيرة جداً من الأغذية, ولكنهم يتسببون لأنفسهم بالتقيؤ بعد فترة قصيرة من تناول الطعام, أو يتجرعون مواد مسهلة أو أدوية مدرة للبول (حبوب ماء) من أجل المحافظة على أوزان أجسامهم. بشكل عام، الأشخاص الذين يعانون من النهام لا ينخفض وزنهم بشكل حاد كما يحدث لدى مرضى فقد الشهية العصابي.
ما هي الخطوات التي ينبغي القيام بها في حال الاشتباه بوجود مرض فقدان الشهية العصبي لدى أحد المحيطين بك؟
قد يكون خبر إصابة أحد المحيطين بك في البيئة القريبة بمرض فقد الشهية العصابي مبعثا للقلق والتوتر. إذا كنت تشتبه بأن صديقتك المقربة, أو قريبة العائلة العزيزة عليك, تعاني من فقدان شهية, فبامكانك مساعدتها.
تحدث معها, قل لها أنك قلق وتهتم بها. قل لها أن أمرها يهمك.
ادفعها إلى الحديث حول الأمر مع شخص بإمكانه أن يساعدها, مثل الطبيب أو الأخصائي النفسي. ويمكنك أن تقترح مرافقتها إلى لقاء كهذا.
تحدث عن الأمر مع شخص تعرف بأن له تأثيرا عليها, مثل الأهل, المعلم, المستشار أو الطبيب. الأمر مؤكد تقريباً هو إن المصابات بفقدان الشهية يبدين معارضة للتوجه من أجل تلقي أية مساعدة, بالرغم من حاجتهن إلى مساعدة مستعجلة. كلما تم الحصول على المساعدة بصورة أسرع, كان باستطاعة المصابة ان تعود إلى صحتها بشكل أسرع.
من هم الأشخاص المعرضون للإصابة بمرض فقدان الشهية العصبي؟
بالرغم من أن مرض فقدان الشهية العصبي ليس ظاهرة واسعة المدى, ويصيب 5 – 10 أشخاص من كل 100.000؟، إلا إنها ظاهرة اخذة بالانتشار. مرض فقد الشهية العصابي أكثر شيوعاً لدى سكان الدول الصناعية, التي لا تعاني من مشكلة نقص الغذاء, والنحافة فيها غير واردة.
يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض فقدان الشهية العصبي في الحالات التالية:
لدى الإناث :
بالرغم من أن الرجال أيضاً معرضون للإصابة بفقدان الشهية العصبي, إلا أن هذه الظاهرة أكثر ندرة بين الرجال, إذ أن مقابل كل 10 نساء يصبن بفقدان الشهية هناك رجل واحد فقط.إذا كانت في مرحلة المراهقة, من أصل أبيض, في مجتمع غربي. وهذا بالرغم من أن أبناء كل الجنسيات, في كل أرجاء الأرض وفي كل المراحل العمرية معرضون للإصابة بمرض فقدان الشهية العصبي.إذا كنت تقوم بنشاط رياضي أو مهنة يتطلب أداؤها بنية جسم معينة، مثل :
العاملين في مجال الألعاب الرياضية (العدائين, المصارعين, المتزلجين على الجليد, السباحين, لاعبي الجمباز أو راكبي الخيول)، عارضي وعارضات الأجسام، راقصي الباليه والممثلين.إذا كان لديك شقيق, شقيقة أو والد/ة يعانون من فقد الشهية.
أوضاع صحية أخرى ناتجة عن مرض فقدان الشهية العصبي:
لا يزال من غير الواضح، حتى الان، ما إذا كانت اضطرابات نفسية معينة تظهر قبل، أو نتيجة، فقدان الشهية العصبي. من الممكن أن يكون العلاج أكثر تعقيدا إذا كان الشخص يعاني ليس فقط من مرض فقدان الشهية العصبي إنما من اضطرابات نفسية أيضاً. بعض المشاكل النفسية الأكثر شيوعاً من الممكن أن تظهر بالتزامن مع ظهور فقدان الشهية العصبي, بما فيها:
الاكتئاب, الذي يظهر لدى ما يقارب 50% من مجمل مرضى فقدان الشهية العصبي.التخوف (أو الرهاب) المعرف كخوف غير مبرر, مثل اضطراب التخوف الاجتماعي.الوسواس القهرياضطرابات وسواسية شخصية، تتميز برغبة الشخص وسعيه إلى الكمال كل الوقت, المحافظة دائمة على النظام والحاجة إلى السيطرة الدائمة.اضطرابات خوف أو نوبات خوف.الاضطرابات التالية للصدمات.استهلاك مواد مسببة للإدمان, كتلك التي يمكن أن ترفع من درجة خطر الموت لدى الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي.نظرة ذاتية سلبية إلى الجسم, تتميز بافتراض وهمي وغير مبرر بأن منظر الجسم معيب أو أن المظهر الخارجي معيب, بالرغم من أنه لا علاقة لهذا الافتراض بالواقع ولا اساس له من الصحة. مثلاً، يعتقد المصاب بأنه سمين بالرغم من أن الأمر ليس صحيحاً بتاتاً.
علامات إنذار حول وجود مرض فقدان الشهية العصبي:
تجويع ذاتي مقصود وانخفاض الوزن.خوف دائم من ارتفاع الوزن.رفص تناول الطعام أو الاستغناء عن وجبات.إنكار الشعور بالجوع.ارتداء ملابس فضفاضة.الانشغال الدائم بممارسة النشاط الجسماني.ارتفاع كمية شعر الجسم أو الوجه.حساسية عالية من البرد.توقف الدورة الشهرية أو عدم انتظامها الشهري لدى المراهقات أو الفتيات في سن البلوغ.تساقط شعر الرأس.توهم الشخص بأنه سمين بالرغم من أنه نحيف جداً.
كيف يستطيع أفراد العائلة والأصدقاء المساعدة؟
الأمر الأهم الذي باستطاعة أبناء العائلة والأصدقاء القيام به, من أجل مساعدة الأشخاص المصابين بمرض فقدان الشهية العصبي, هو – ببساطة – إبداء الحب لهم. الأشخاص المصابون بمرض فقدان الشهية العصبي يشعرون بالحماية, الأمان والراحة مع مرضهم. الخوف الأكبر لديهم هو من ارتفاع الوزن, وارتفاع الوزن يدل على فقدان السيطرة.
من الممكن أن يرفض المصابون بمرض فقدان الشهية العصبي الاعتراف باصابتهم. الأشخاص المصابون بمرض فقدان الشهية العصبي يكذبون من أجل عدم الاضطرار إلى الأكل وارتفاع الوزن, الأمر الذي يعني تجاهل المرض. لذلك على أبناء العائلة أو الأصدقاء عدم التنازل وعدم الخضوع لرغبة المصابين بفقدان الشهية العصبي.