((الواقع الجديد)) الاثنين 21 نوفمبر 2016م/المكلا
مصطفى محمود
ان مشكلتك ليست سنواتك التي ضاعت .. و لكن سنواتك القادمة التي ستضيع حتماً إذا واجهت الدنيا بنفس العقلية .
العيش في الماضي مشكلة يعاني منها العديد من البشر، وهو الحنين إلى ما فات وانتهى، وندم على ما كان يجب أن يكون ولكنه لم يحدث، أو حدث ولكن ليس كما كان مخطط له أو كما كنا نتمنى.
مشكلة البعض تكمن في عدم قدرتهم على تجاوز أحداث معينة في حياتهم حدثت فعلا وحصدوا نتائجها سواء كانت هذه الإخيرة ايجابية أو سلبية.
قبل سنوات مضت كانت فكرة العيش في الماضي بالنسبة لي تتعلق أساسا بأحداث سلبية دائما، فلم يخطر على بالي أبدا أن يكون للأحداث السعيدة وفترات حياتنا الجميلة نفس التأثير، أي بامكانها أن تدفعنا هي الأخرى إلى الوضع نفسه…وهو العيش في الماضي.
لأكتشف لا حقا بأن مشكلة العيش في الماضي لا تخص فقط فئة الأشخاص الذين مروا بفترات صعبة في حياتهم في وقت مضى، ولكن تمس حتى أولئك الذين عاشوا أحداثا سعيدة أيضا في وقت سابق.
مهما تكن الفئة التي تنتمي إليها، فأنت بحاجة لمواصلة القراءة للتتعرف على الأسباب التي بسببها يجب عليك أن تتوقف عن العيش في الماضي بحلوه ومره، لتبدأ العيش في الوقت الحاضر والتفكير في ما سوف يأتي وتتطلع للمستقبل.
بين التفكير في الماضي والعيش فيه…
يحدث معنا جميعا أن نستحضر بعض الذكريات والفترات المهمة في حياتنا والتي يكون قد مر عليها وقت طويل، كاليوم الأول لنا في المدرسة، أو السنة الأولى لنا في الثانوية وعام التخرج منها…اليوم الذي حصلنا فيه على وظيفتنا الأولى…وقد تكون ذكرياتنا الجميلة مع أصدقاء فرقت بيننا وبينهم الأيام فلم نعد نعرف عنهم شيئا…الخ
ولكن في بعض المرات لا تكون الذكريات بتلك الصورة الجميلة والسعيدة، فمنها ذكريات فشلنا واخفاقاتنا، تلك الأيام التي كنا فيها مجرد أشخاص عاديون لم يحققوا شيئا في حياتهم، ذكريات خسارتنا لأشياء عزيزة علينا، أو فشلنا في الوصول إلى هدف معين بقيت حصرته تلاحقنا إلى اليوم..
إلى هنا كل شيء عادي، تكون مع أصدقائك فتتذكرون لحظات ومحطات من الماضي فتضحكون تارة وتتأسفون تارة أخرى وينتهي الأمر سريعا، وتنتقلون لأمور أكثر أهمية في الوقت الحاضر، فهذا أمر طبيعي جدا ويحدث مع الجميع بدون استثناء، ولكن السلبي في الأمر هو ما سوف يلي.
البقاء في الماضي لأيام واسابيع وربما لسنوات هنا يكمن الخطر ويصبح الأمر سلبي يجب الإنتباه له ويحتاج منا استعادة مركز القيادة بأسرع وقت.
أن ترى الماضي أفضل من الحاضر هنا تكمن الطامة الكبرى. قد تكون على حق، ولكن ليس عليك أن تسمح لهذه الفكرة بأن تحبطك وتدخلك في عالم من السلبية وحالة نفسية انهزامية في وقتك الحاضر.
فقد تكون بين يديك فرص أفضل وامكانيات جيدة لتجاوز كل الصعوبات التي مررت بها في الماضي، قد تكونقادرا على أن تصبح شخصا أفضل، قد تتاح لك الفرصة لتتقدم نحو الأفضل وتحقق أهدافك في الوقت الحاضر والمستقبل ولكن عيشك المستمر في الماضي، وتفكيرك الطويل فيما مضى وانتهى من مشكلات واخفاقات وغيرها قد يمنعك من الخروج من تلك الحياة السلبية إلى حياة أفضل
اطالة النظر إلى الماضي يمنعك من رؤية الحاضر بوضوح وبالتالي تمر الفرص من أمامك من دون أن تلاحظها، والأسوء من ذلك كله من دون أن تقتنصها.
لا يهم إن كان ماضيك أفضل من حاضرك أوالعكس، المهم أن تحافظ على تركيزك على الأمور المهمة في اللحظة الراهنة وفقط، ولا تبقي نظرك على الماضي طويلا.
وكما يمكن لماض عصيب أن يمنعك من المضي قدما في الحياة والسعي نحو ما هو أفضل مما فات، يمكن لماض جميل وسعيد مليئ بالنجاحات أن يقودك هو الآخر إلى اخفاقات في المستقبل، قد يبدو الأمر غريبا ولكنه يحدث صدقني.
فكم من شخص كان ناجحا في الماضي ولكنه خسر كل شيء لا لشيء سوى أنه أطال الجلوس في الماضي منتشيا بفرحة الفوز والنجاح، حتى توهم بأن الخسارة بعيدة عنه والفشل احتمال بعيد جدا.
كيف تتوقف عن العيش في الماضي
عليك أن تدرك بأن العيش في الماضي لن يفيدك في شيء، حصرتك على ما فات وانتهى لن يجعل أمور حياتك تصبح أفضل، بالإضافة إلى كون الأمر متعبا جدا عندما تحاول التقدم في الحياة وعلى ظهرك حملا ثقيلا صرت عاجزا عن التخلي عنه والتطلع لما هو خير منه.
اقرأ أيضا : كيف تدفع عجلة حياتك إلى الأمام ونحو الأفضل
أحداث الماضي للعبرة فقط وليس للبكاء على الأطلال والعيش في تجارب حصدنا نتائجها وانتهى أمرها. فشلت في مشروعك الأول ؟ حسنا، خذ الدروس من فشلك واعمل مجددا على هدفك بوعي أكبر.
لم توفق في امتحانك السنة الماضية ؟ هذا سيء جدا أعرف ذلك حق المعرفة، ولكن هل ذلك يعني بأن الأمر انتهى بالنسبة لك ؟ هل هذا يعني بأنك أصبحت شخصا فاشلا ؟ هل هذا يعني بأن فرصتك في النجاح أصبحت تساوي الصفر ؟ طبعا لا، والف لا. مازال بامكانك النجاح هذه السنة من دون أي شك إذا عملت على ذلك واجتهدت.
تعرضت في الماضي للسخرية من أصدقائك وزملائك في العمل أو في الصف لأنك لم تستطع عرض بحثك أو مشروعك بشكل جيد ما تسبب في احراجك؟ لا يهم ذلك أبدا، انسى الأمر، يمكنك أن تبدأ الآن في العمل على هذا الجانب وتطور قدراتك ومهاراتكلتصبح شخصا بارعا في الإلقاء وتقديم العروض…لا أقول هذا لتشجيعك، لا أبدا، أقول هذا لأنني أعلم بأن الامر ممكن بالعمل والتدريب.
تعرفت على شخص وتخلى عنك في النهاية ؟ حسنا، وماذا بعد ؟ هل انتهت الحياة ؟ هل جفت البحار والمحيطات ؟ هل توقفت الأرض عن الدوران ؟ ماذا حدث ؟ لا شيء، الحياة تمضي يا صديق ولا تقف لأحد كائنا من كان .
فلا تضيع وقتك وتتعب اعصابك وترهق نفسك بالتفكير فيما كان يمكن ان يحدث بشكل مختلف . ما يهم ان الامر حدث والنتائج موجودة والمطلوب منك واضح وضوح الشمس .
المرور لشئ اخر اكثر اهمية وكلك ثقة فيما هو آت افضل و احسن.