السبت , 20 أبريل 2024
16_07_10_12_11_633211

أطفال العالم بين الإهمال والإدمان

 

الواقع الجديد ” الخميس  11 يونيو 2020م/خاص 

 

 

 

في ظل تسارع وتطور التكنولوجيا ووسائل الإتصالات الحديثة بجميع تقنياتها المختلفة كالجوالات والأيباد في جميع دول العالم وتزايد أعداد المحلات التجارية الخاصة بالإلكترونيات ، وكذا تفاوت أسعارها فقد أصبح بمقدور العديد من الأسر بمختلف فئاتهم العمرية وأجناسهم إمتلاكها والحصول عليها بسهولة

ولكن من الجهة الأخرى نرى الكثير من الأطفال مصابين بإدمان الأجهزة الإلكترونية ، مما يثير جدلاً واسعاً ومشاكل عدة في عائلاتهم ، وقد أكدت الاحصائيات التي أوردها موقع الخليج أون لاين لعام 2015م أن 50% من الأطفال حتى جيل سنة ونصف متمكنون من استخدام الآيباد ، بالإضافة لعدة دراسات أجريت ، كدراسة الباحث بابلو أوركيد من كلية علوم الحاسوب في جامعة “UT” الأمريكية للفنون الحرة قائلاً أن 90% من الأطفال الذين هم دون السنتين أظهروا قدرات عالية في التحكم بالأجهزة اللوحية الذكية و50% تتراوح أعمارهم بين 12 _17 شهراً أظهروا أيضاً قدرات متوسطة في استخدام التقنيات الذكية

طفلي بين النجاح والفشل

عدم مبالاة الكثير من الآباء والأمهات للآثار التي قد يسببها كثرة جلوس الطفل على الأجهزة الإلكترونية من أيباد وجوالات وغيرها، وعدم اكتراثهم لما يصنعه من برمجة لعقول أطفالهم حاضراً ومستقبلاً ، فالكثير منهم لا يكلف نفسه بأن يتفقد مايتصفحه طفله والألعاب التي يلعبها كثيراً والبرامج التي يحملها ويتابعها يومياً، بل إن البعض منهم يهون على نفسه قائلاً : أبني لا أراه هادئاً إلا عندما يمسك جهازه الخاص بيده وأنا أحب هدوءه

 

ما الدواعي التي جعلت من الطفل مدمناً؟

في ظل تركيز الجهات المعنية والمتخصصة بالأطفال على جوانب مختلفة خاصة بالطفل كالاحتفالات بيوم الطفل العالمي وإعطاءه كامل حقوقه وغيرها ولكن لم تبذل قصارى جهدها لتطوير وتنوير عقول الطفل عن طريق توعوية الأهل بضرورة الاطلاع على مايوجد بجهاز طفلهم من ألعاب وبرامج وإعطاءهم دروساً مهمة في عملية التوجيه، ومن الجهة الأخرى باتت العديد من المجتمعات والأسر غير مبالية بتربية الأطفال تربية سليمة فنجد العديد من النساء يلدن أكثر من خمسة أطفال أو قد تتجاوز ال ١٠ أطفال دون المقدرة على توجيههم التوجيه الصحيح، ومن الآباء من يدلل ابنه بعد أن يتفوق في المدرسة بإهدائه أيباد أو جوال ، ومنهم من يهديه ليبتعد عن مضايقته أثناء عمله في البيت وتجد الأم لا تكاد تفرغ القليل من وقتها لتعليم طفلها بل تبذل قصارى جهدها لتحضير أشهى المأكولات والأطباق والحلويات لزوجها ، فيضيع الطفل بين أحظان الأجهزة ونظراته بين أضواء تلك الشاشات التي سلبت منه طفولته البريئة ووقته وجعلته يعيش بعيداً عن واقعه .
الإدمان سلاح فتاك للطفل

شكل إدمان الأجهزة الإلكترونية لدى العديد من الأطفال تغيير ملحوظ في أعمالهم وتصرفاتهم السلوكية والأخلاقية فقد برز الجانب العدواني والعنفواني بشكل كبير وإحساس الطفل بعدم الإستقرار وكثرة الصراخ والتهديد لديهم بسبب متابعتهم لأفلام الرعب والصراع وألعاب الحرب بالأسلحة والنيران والدماء المبعثرة والتي قد يطبقها الطفل على أحد أفراد أسرته وقد يؤدي لجريمة وعاقبة وخيمة ، بل إن ذلك الإدمان وصل بهم للتهاون في تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، فالكثير منهم لايراعون شعائر الله وتراهم لايهرعون إلى المساجد حتى وإن سمع الآذان ويكثر على ألسنتهم اللعن والشتم والتلفظ بالكلمات البذيئة التي سمعوها في أحد البرامج المنافية عن الدين.
ومن الأحرى على الآباء والأمهات أن يقفون وقفة جدية حيال هذه الأجهزة الإلكترونية ، ليس بأن تحرم الطفل منها كلياً بل أن تضع حدوداً معروفة لذلك الدخيل الذي دخل على كل بيت دون استئذان ، بأن تنظر للجانب الإيجابي الموجود والمهمش من جانب الطفل كالبرامج القرآنية والتثقيفية والرياضية والألعاب الإلكترونية التحفيزية الهادفة للطفل والتي تعمل على تنمية وبرمجة عقله برمجة سليمة بعيدة عن العنف والرذيلة.

هويدا سالم

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.