الأربعاء , 24 أبريل 2024
7c5dc459-e2ba-4d24-9c5c-149ae86f395c

بين شروط الشرعية وتصعيد الحـوثيين ..مؤشرات لفشل المشاورات قبل بدءها

 

الواقع الجديد ” الجمعة 02 نوفمبر 2018م /خاص

 

‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏أكد بيان رسمي صادر عن الحكومة  كشفت عنه ” نقلا عن مصدر حكومي حول موقف الشرعية من التصريحات التي أطلقها عدد من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين حول ضرورة إنهاء الحرب والمضي قدما في إيجاد تسوية سياسية من خلال جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث التي قالت الحكومة اليمنية إنها تدعمها.

وقالت الحكومة في بيانها الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “إنّ التصريحات الصادرة عن عدد من الدول خلال الأيام القليلة الماضية والتي تحثّ على دفع الجهود للوصول إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث المتفق عليها، تنسجم مع رغبة القيادة السياسية”.

وأكدت أنها “على استعداد فوري لبحث كافة الإجراءات المتصلة ببناء الثقة وأبرزها إطلاق سراح جميع المعتقلين والأسرى والمختطفين والمخفيين قسرا، وتعزيز قدرات البنك المركزي اليمني الذي يحظى باعتراف دولي، وإلزام الحوثيين بتحويل إيرادات الدولة في مناطق سيطرتهم إلى البنك لتمكينه من السيطرة على الوضع المالي والاقتصادي”.

وشدّد البيان مجددا على تمسك الشرعية بمرجعيات الحل السياسي الثلاث، التي تتضمن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور، وهو ما يبدو ردا على مقترحات وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الذي أشار إلى إمكانية منح الحوثيين حكما ذاتيا في مناطق سيطرتهم، حيث اعتبر البيان الحكومي أن “أي حديث عن شكل الدولة اليمنية يجب أن ينسجم مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني”، مضيفا “فهمنا لبعض التصريحات التي صدرت هو في ذلك السياق وفي نفس الإطار الذي أقرّته المرجعيات المتفق عليها وليس غير ذلك”.

وفي مقابل الموقف الصادر عن الشرعية الذي حاول احتواء التصريحات الغربية الداعية على إيقاف الحرب، واصل الحوثيون إرسال إشارات سلبية تجاه المواقف الدولية الضاغطة باتجاه التوصل إلى اتفاق سياسي.

وفي هذا السياق قال محمد علي الحوثي رئيس ما يسمّى اللجنة الثورية العليا في الجماعة الحوثية، إنّ الولايات المتحدة وقادتها “هم من يجب عليهم وقف الحرب في اليمن”، في إشارة إلى عدم نية الحوثيين تقديم تنازلات حقيقية في أي عملية سياسية قادمة وسعيهم قدما إلى استغلال المواقف الدولية لتعزيز سياسة الأمر الواقع التي ينتهجونها منذ بداية الحرب.

وأشار مراقبون إلى أن المواقف الحوثية المتصلبة تجاه الدعوات الأميركية لوقف الحرب في اليمن، تأتي ردا على تصعيد إدارة ترامب تجاه طهران أكثر مما تعد تعاطيا مع الموقف الأميركي تجاه الملف اليمني.

وقلّل الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي من جدية التصريحات الغربية وإمكانية تحويلها خلال الفترة القليلة القادمة إلى رؤية متكاملة لإحلال السلام في اليمن، مشيرا إلى أنّها تأتي في إطار إعلامي حتى اللحظة.

وقال البخيتي في تصريح  “عندما تزداد ضغوط منظمات المجتمع المدني والكثير من الجهات الحقوقية في أوروبا والولايات المتحدة نشهد الموقف الغربي بين الفينة والأخرى يتصاعد لوقف الحرب في اليمن، وباعتقادي أنّ هذه تصريحات موجّهة للاستهلاك الداخلي في الدول الغربية الفاعلة في الملف اليمني، ولكن في المقابل لا تمارس تلك الدول ضغوطا جدية لوقف الحرب، لذلك نجد أنّ الضغوط تتركز بالدرجة الأولى على التقليل من الكلفة البشرية للمعارك”.

وعلى إيقاع المطالبات الغربية بإنهاء الحرب في اليمن واستئناف المباحثات السياسية بين الفرقاء اليمنيين، أعلنت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم، عن استعداد بلادها لاستضافة مشاورات السلام القادمة بين الحكومة اليمنية والحوثيين التي ترعاها الأمم المتحدة، دون أن تحدد الوزيرة موعد المشاورات المرتقبة.

وقالت مصادر سياسية  إن عرضا بريطانيا باستضافة المشاورات لم يكتب له النجاح في ظل علامات استفهام متزايدة حول التحول اللافت في موقف لندن الذي بدا أكثر مهادنة للمتمردين الحوثيين خلال الآونة الأخيرة.

ووصف مراقبون سياسيون تحركات المبعوث الأممي إلى اليمن لعقد جولة مشاورات في نوفمبر الحالي بأنها محاولة لالتقاط حالة الضغوط الدولية المتسارعة الداعمة لرؤيته، مؤكدة أن التسرع الذي أبداه غريفيث لعقد المشاورات من دون أن يحرز أي تقدم جوهري في خطته لبناء الثقة، مؤشر مبكر على احتمالات فشله.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.