الخميس , 18 أبريل 2024
img-20161007-wa0011

“وقفة انتباه أمام “المارشال هادي”

((الواقع الجديد)) الجمعة 7 اكتوبر 2016م/ عبد القوي الحربي

 

 

كنت أرى الرئيس هادي  أذكى أهل اليمن – جنوب وشمال ، وكتبت في ذلك مقال قبل أكثر من سنتين . . . وكنت أُشبهه بالليث الرهيص ؛  وهو نوع من الأسود يطيل الجلوس في مكانه  دون حراك لساعات طويلة تتجاوز العشرين ساعة في اليوم، وعندما يتحرك يكون ثقيل الحركة ، وإذا بدأ  بالهجوم  يصبح كالبرق ، ولا تفلت الفريسة  من بين  براثنه مهما كان حجمها .. هذا هو الوصف الدقيق لهادي .  ليث رهيص بعقل مارشال إنجليزي .

عندما يضع استراتيجية لا يفهمها الآخر حتى تحرق نارها اطراف ثوبه .

والظاهر أن ثعابين اليمن لم يفهموا المارشال هادي في البداية ، وخُيَّل لهم أنَّه كرؤساء الجنوب ؟ الذين اعتادوا عليهم…! لكنَّه غير ذلك ، وتنطبق عليه نكتة القط اليمني  الذي فاز في مصارعة العالم للقطط . . . فسألوه : كيف فزت . . ؟ قال : أنا لست قط أنا نمر ولكنكم لم تسألوني…! لو كانوا يعرفون أنَّه نمر ما أدخلوه التحدي .

 

وهذا حال الرئيس هادي لوكانوا يعرفون حقيقته ماسلَّموه الرئاسة .

نعم ؛ لم تتنبه أفاعي صنعاء للفرق بين الرئيس هادي وبقية رؤساء الجنوب  ؛ وفي وصف جميل لبن جوريون لهذه الحالة جاءت في مذكرات ديَّان ، يقول :  أنَّه -بن جوريون- يمقت الخطب والبيانات  ؛ لأنه كان مؤمناً بأن الله هو الوحيد الذي يخلق بكلمة منه ، أما الأفراد فيخلقون بأفعالهم . والمارشال هادي لم يتكلم  بين ١٩٨٦-٢٠١٢ . فخدع الراقص مع الأفاعي (الرئيس صالح) و رقَّص الأفاعي وأدخلها السلة وأغلق عليها .

 

كانوا يعتقدون أنَّهم سيستخدمونه لأنَّه جنوبي لقتل القضية الجنوبية ، لكنَّه خذل توقعاتهم ؛ فوضع  نصب عينيه مصالح الشعبين ، الشمالي قبل الجنوبي . . . كيف…؟ من خلال  ؛ حرصه  على رفع  الظلم  التاريخي على أبناء اليمن الأسفل  . وأصبح المواطن في الحديدة وتعز وإب  يشعر أن منحهم حكم فدرالي  أقل رد اعتبار لتضحياتهم التي بدأت منذ ١٩١٨ .

حينها أدركت أفاعي صنعاء أنَّ المارشال أدخلهم النفق ، فبدءوا يصرخون ويتآمرون عليه ؛ لكنَّهم فشلوا , ولم يعرفوا نهاية النفق . حتى قرأت مقال الأستاذ علي البخيتي يوم أمس [إلى أين ستأخذنا لعنة القضية الجنوبية] الذي أدرك نهاية نفق المارشال ؛ بأنها إعادة الحقوق إلى أهلها ، ورفع مظالم واستعباد منذ أكثر من سبعين عاماً .  وكما صرخ البخيتي بأن فدرالية إقليمين ولو انتهت بالانفصال إلى ماقبل ١٩٩٠ خيراً لهم من فدرالية ستة أقاليم سيصرخ الآخرون ..

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.