السبت , 20 أبريل 2024
1627716858.jpeg

ما وراء تواجد الحكومة والبرلمان في حضرموت؟

“الواقع الجديد” السبت 31 يوليو 2021 / مقال للكاتب / خالد سلمان

تواجد البرلمان والحكومة في سيئون يراد له الإنجرار نحو المزيد من تعقيد الأزمة، بخلق كيانات وتشعبات داخل البنية الجغرافية الجنوبية الواحدة، وهو – التواجد- لا يعني ان هناك حرص على تسجيل واقعة وموقف يؤكد ان كل الأراضي يمنية ، وان الهيئات تلتئم اينما توفرت الظروف الملائمة لإنتظام عملها ، بل ان هذا التدفق الرسمي نحو حضرموت ، يأتي في سياق سياسي محض، هو تكريس جولة جديدة من الصراع مع الإنتقالي ، وتفكيك مشروعه المؤمن بجنوب ماقبل تسعين ، وبالتالي فإن تكريس امر واقع جديد في حضرموت ، يضع الإنتقالي امام خيارات اكثر تعقيداً، ويفرض عليه من المواقف ما يتخطى قواعد اللعبة السياسية، التفاوضية المرنة والتنازلية المتبادلة ، ويدفعه نحو حراك اكثر راديكالية ، يحافظ فيه على إتساق خطابه، ويعلن ان هناك جنوب واحد لا جنوبان.
إقتطاع شبوة وحضرموت والتمدد نحو ابين، وتلغيم تعز بالمعسكرات الإصلاحية، تأهباً للزحف نحو لحج ومن ثم عدن ، يضع مشروع الإنتقالي تحت سكاكين التمزيق ، ويجبره على إقتفاء اثر الخيارات الصعبة ، اما تخفيض سقف مطالبه، بما يتوافق مع فكرة الدولة الإتحادية والإقليم الجنوبي الميت، بفعل حصر حدوده خارج خارطة الثروات ، وإما ان يقلب الطاولة في وجه الجميع ، يغلق ملف التفاوض ،ويسلك سبيل النضال المدني وإن كان بتضحيات، والخيار الثالث فاوض وناضل وانتزع مزيداً من الأرض في آن معاً .
مجمل هذه الخيارات لكل منها كلفته ، وعلى الإنتقالي ان يقرر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.